الجزائر

الناطق الرسمي باسم الحزب الاشتراكي للعمال شوقي صالحي لـ''الخبر'' ''لا أتوقع انفتاحا سياسيا حقيقيا من جانب السلطة''



يرى شوقي صالحي، أمين عام الحزب الاشتراكي للعمال، أن فرص تغيير سياسي شامل في بلادنا لم تعد ممكنة في المرحلة الحالية، بسبب تراجع التجند الشعبي، فالشعب فقد ثقته في نفسه على إحداث التغيير، ويؤمن بأنه في غياب تجند الشارع مثلما حدث في تونس ومصر فإن سقف الإصلاح سيكون محدودا . لا شك أنكم تتابعون الحراك السياسي القائم في البلاد، والانتقادات الموجهة لتجسيد الإصلاحات السياسية، باعتقادكم هل هناك توجه حقيقي للإصلاح؟  النظام فهم ما جرى في المنطقة والعالم، وقرأ مظاهرات 5 جانفي الماضي، وأدرك أن سياسة الانزلاق الملكي للمؤسسات (التسلط والانفراد بالحكم) مكلفة.. بلادنا كانت تشبه قدرا مضغوطا بدون منفذ لتصريف البخار، وهذا فرض على النظام الإعلان عن إصلاحات سياسية، لكن في غياب الشعب وتجند الشارع للضغط على السلطات للاسراع بالإصلاحات كما حدث في بعض دول الجوار، فإن رفع سقف التوقعات بحدوث انفتاح سياسي حقيقي أمر مبالغ فيه، لأني لا أتوقع من موظف رسمي أن يقلص من صلاحياته.  للأسف رغم الديناميكية الإجتماعية الموجودة على المستوى الاجتماعي تفتقد بلادنا إلى بديل سياسي متين يترجم طموحات الجزائريين في التغيير والإسراع بوتيرة الإصلاحات. ولماذا الغياب الشعبي في رأيكم، ماذا فعلتم أنتم؟  الجماهير غير واثقة وغير مقتنعة بقدرتها على التغيير، لقد فقدت ثقتها بالنفس، وهذا لا يعني الجزائريين فقط، بل في العالم ككل تقريبا. في جانفي الماضي الشعب تحرك لكنه توقف في غياب من يؤطره، كما أنه خاف من تكرار سيناريو التسعينيات حينما صودرت إرادته من قبل تيار معين.  ومع ذلك الشعب الجزائري لم يستسلم.. نحن لسنا في وضع الصين، وهناك نضالات دفاعية أرغمت السلطات على التراجع عن كثير من القرارات الليبرالية، والأمل قائم مع ذلك في التغيير. هل لديكم فكرة عن حزمة الإصلاحات المقترحة، ومنها مشروع قانون الإعلام ؟  مشروع قانون الإعلام لم أطّلع عليه، لكن مبدئيا نحن في حزبنا مع حرية التعبير ووقف كل المضايقات على المهنيين.. الصحافة الحرة هي حق من حقوق المواطن لأنها تعبر عن أفكاره، ونحن في الحزب الاشتراكي للعمال نشدد على الخدمة العمومية لوسائل الإعلام، لأن بلادنا تعاني من عجز كبير في هذا المجال. أما بالنسبة للنصوص الأخرى، فالمعلومات التي لدي تشير إلى توجه للتضييق على الأحزاب وإفراغ الساحة منها، لكن يوجد تحول، وهو غير كاف برأيي، ويقوم على منح ضمانات إضافية لانتخاب مجلس وطني تمثيلي.  كان منتظرا أن تعقدوا مؤتمر حزبكم في الربيع الماضي لكن ذلك لم يتم، هل سيبقى شوقي صالحي في واجهة الحزب؟  استمراري بصفتي أمينا عاما أو ناطقا رسميا باسم الحزب يعود للمؤتمرين. قد أبقى أو أرحل، هذه مسألة نظامية تعود إلى المناضلين. وبالنسبة للمؤتمر وهو العشرين لتنظيمنا، كان مقررا في الربيع الماضي لكن أجّل، وسنعقد مؤتمرنا في حدود مطلع العام المقبل على أبعد تقدير. 


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)