الجزائر

الميت والغسال!



الميت والغسال!
يقال في المثل الشعبي "واش يعمل الميت في يد غسالو؟"، وهو مثل واضح يعبر عن أن المرء إذا مات، لم يعدد قراره بيده، فهو رهن رغبة الغسال الذي يقوم بتغسيله، يفعل فيه ما يشاء.تذكرت هذا المثل، وأنا أقرأ تصريح الناطق باسم وزارة الخارجية عبد العزيز بن علي الشريف، متحدثا عن "استقبال" سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بوزارة الخارجية، في أعقاب صدور تقرير كتابة الدولة الأمريكية حول وضع حقوق الإنسان في العالم، في شقه المتعلق بالجزائر. جرت العادة والأعراف، في مثل هذه الحالات، على توظيف مصطلحات دبلوماسية محددة وواضحة، فيقال على وجه التحديد، "استدعت وزارة الخارجية السفير الفلاني"، لتبلغه احتجاج بلادها، بخصوص موضوع ما، وتطلب منه توضيحات حول الموضوع، ولكن في حالة السفيرة الأمريكية بالجزائر، تغيرت الأعراف، وأصبحنا أمام "استقبال" سفيرة الولايات المتحدة، كما قال الناطق باسم الخارجية، وليس "استدعاء"، وبدل مساءلة السفيرة الأمريكية حول نظرة بلادها السوداوية لحقوق الإنسان في الجزائر، وإبلاغها بنقل احتجاج الجزائر الرسمي عن هذا التوظيف إلى البيت الأبيض، كما تنص عليه الأعراف، وكما كان يحدث دائما عندما يتعلق الأمر بدول أخرى، اكتفت الخارجية ب "إطلاع" السفيرة الأمريكية ب "رأي الحكومة الجزائرية" حول التقرير الأمريكي، كما لو أن حكومتنا الموقرة، تفادت غضب أمريكا عنها بعد تعبيرها عن انزعاجها من تقرير ترى انه ظلمها!لم يحدث في تاريخ الجزائر المستقلة، أن احتاجت الحكومة إلى رخصة أمريكية، كي تجهر بقراءتها الرافضة لتقارير خارجية تعالج شؤوننا الداخلية، ولم يحدث في التاريخ أن بلغ الوهن من مفاصل الدولة، ما بلغه خلال هذه المرحلة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)