الدولة شجعت النمط المستورد غداة استرجاع الاستقلال على حساب البنايات التقليدية
أوضحت المهندسة المعمارية في مجال المعالم التاريخية، ياسمين تركي، أن تكفل الدولة بالتراث الهندسي الذي تشكله البنايات الطوبية مرهون بإشراك المواطن الذي يتعين أن تكون له نظره إيجابية حول هذا الطابع. وألحت في تدخلها في ختام المهرجان الدولي للبنايات الطوبية، على ضرورة مشاركة السكان في جهود السلطات العمومية في تثمين هذا النوع من البنايات وإلا كانت جهود السلطات دون جدوى. وبعدما تساءلت عن تخلي السكان عن سكناتهم في الوقت الذي تخصص الدولة أموالا هامة لترميمها، أرجعت المحاضرة السبب إلى وضعية السلطات العمومية أولا وإلى ما تكتسيه هذه القصور والبنايات الطوبية من أهمية تراثية، مضيفة أن هذه البنايات غير صالحة للسكن كونها تفتقر إلى المرافق الضرورية. وقالت أيضا إن إعادة ترميم واحة “بني عباس” في بشار مثلا، لم يرجع إليها أهلها بعد تهيئتها بسبب غياب وسائل النقل والمدرسة والطريق، معتبرة أن هذه الواحة ستصبح عبارة عن “أطلال” بعد سنوات بعدما كلفت الدولة أموالا طائلة، داعية إلى مراجعة “الأفكار الخاطئة بخصوص البنايات الطوبية”.
من ناحية أخرى، قالت ياسمين تركي إنه على عكس الأفكار الموروثة، فإن البناء الطيني غير مكلف، كما أنه مقاوم للعوامل الطبيعية، مذكرة بسياسة البناء التي تبنتها الدولة غداة استرجاع الاستقلال والتي شجعت “النمط المستورد والموحد” على حساب البنايات التقليدية والوسائل المحلية، مضيفة أن البنايات الطوبية تتميز بالمتانة واقتصاد الطاقة، بالإضافة إلى حفاظها على التنوع الثقافي والانسجام الاجتماعي واحترام الثقافات المحلية والنمط المعيشي. واعتبرت المهندسة المعمارية أن “التقاليد ما هي إلا عصرنة ما هو قديم”، موضحة أن “إهمال المراكز التاريخية الحضرية والريفية تسبب في زوال البناء بالطوب واندثار ثقافة البناء والصيانة”. وأعربت في الأخير عن تأسفها “لعدم تمكن المهندسين المعماريين والبنائين الجزائريين من التحكم في المواد الصناعية”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/04/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : كنزة س
المصدر : www.elbilad.net