الجزائر

المهراس الخشبي الحرفة التي تأبى الاندثار



المهراس الخشبي الحرفة التي تأبى الاندثار
لا يكاد يخلو بيت من بيوت ولاية المسيلة بقراها ومداشرها من مهراس أو قصعة خشبية بأحجام مختلفة، يتم اقتناؤها من أسواق بوسعادة أو المعاضيد أو حي العرقوب، الذي تعرف فيه صناعة هذه الأواني الخشبية رواجا كبيرا من طرف السوامع الذين اشتهروا منذ القدم بهذه الحرفة التقليدية رغم صعوبتها، لولعهم الشديد بها وتعلقهم بمهنة الآباء والأجداد الذين كانوا يقتنون الحطب من أشجار الكاليتوس، المنتشر بكثرة في ناحية المعاضيد، حوالي 30 كلم إلى الشمال الشرقي للولاية، وهم كذلك يشتهرون بصناعة المهراس الخشبي المستعمل أساسا في تحضير طبق «السلاطة مهراس» أو ما يعرف ب«الزفيطي».أشار العديد من قاطني الحي العتيق العرقوب، إلى أن المهراس يستعمل في أغراض أخرى، منها طحن مختلف التوابل وحتى البن، غير أن ظهور أجهزة الطحن والخلط الكهربائية في المطبخ قلص من دور المهراس.يلجأ الحرفيون عند صناعة المهراس الخشبي، إلى استعمال خشب البلوط الأخضر كونه الوحيد الذي يصلح لهذا الغرض، كما قال سي موسى الذي وجدناه منكبا على صناعة مهراس. وأشار عمار حرفي، في حديث إلينا، إلى أنه يتم البحث في أغوار المناطق الغابية عن جذع شجرة بلوط التي يتوجب أن تتوفر فيها مقاييس صناعة المهراس، من بينها القطر والطول حتى تتم صناعته بالنوعية المطلوبة. وبعد الحصول على جذع الشجرة، يضيف عمار، نبدأ العمل من خلال تسوية السطح الخارجي للمهراس وجعله أملسا، فضلا عن قولبته، ثم يُشرع في حفره بأدوات خاصة. وقد تستغرق مدة صناعته حوالي أسبوع لأن نوعية الخشب المستعملة جد صلبة.ويتحدى صناع هذا المهراس جميع الحرفيين، رغم إقحام التكنولوجيا في صناعته، مما يجعل الحرفيين في منأى عن المنافسة غير الشريفة التي جعلت سعر المهراس يرتفع، حيث قفز، مما يقل عن 2.000 دينار إلى 4 آلاف في الوقت الحالي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)