إن اهتمام الفلسفة بالسينما يحيلنا إلى قضية منطقية تتجاوز التعريف بالحد التام الأرسطي الذي يحدد الإنسان في كونه حيوانا عاقلا إلى تعريف مغاير أعلنه الفيلسوف الايطالي سيورجيو أغامبن Ciergio Agamben *قائلا أن الإنسان هوا لحيوان الذي يتجه إلى السينما . أمام هذا التميز للصورة السينمائية انخرط الفيلسوف متأملا الظاهرة ،متسائلا ومحللا إذ يعتقد دومنيك شاتو Dominique chateauفي مؤلفه "السينما والفلسفة"أن هذه العلاقة تبرز على ضوء ثلاث اتجاهات يمكن تعقبها أولا في الطريقة التي تقدم بها السينما الفيلسوف من ذلك الأفلام التي تعرض سيرة وحياة الفلاسفة ولنا في فيلم "المصير"ليوسف شاهين دليلا على استحضار السينما لسيرة فيلسوف قرطبة ابن رشد .كما تتجلى العلاقة ثانيا من خلال اقتباس النصوص الفلسفية فتكون الشاشة الكبرى وسيلة لترجمة الأفكار إلى بصريات تأملية على غرار سينما المخرج السينمائي الفرنسي غودار الذي نزع إلى انتقاد الفلسفة الوجودية وتنبأ بانهيارها أما الجانب الثالث لهذه العلاقة فيتجلى حسب دومنيك شاتو في قابلية السينما لان تكون موضوعا للتأمل الفلسفي.إن التوقف عند الإمكانية الثالثة مسعى نهدف من وراءه إلى مساءلة حضور هذه الصورة من خلال ثلاث مقاربات حول فلسفة السينما بفرنسا التي شهدت ميلاد هذا التوجه الفلسفي تزامنا مع أول عرض للإخوة لومييرlumiére لجهاز تحريك الصور في 1895 وقد كانت البداية مع هنري برغسون
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/10/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عتوتي زهية
المصدر : التدوين Volume 8, Numéro 1, Pages 62-79 2016-12-02