المنظمة العالمية للصحة تحذر والأرقام في تزايد "ممنوع التدخين" في الأماكن العامة.. ولا حياة لمن تنادي

التبغ يقتل أكثر من خمسة ملايين نسمة كل عام تمتلئ الأماكن العامة بإشارة "ممنوع التدخين"، الرامية إلى حماية الأشخاص من خطر الأمراض التنفسية الناجمة عن استنشاق هذا الهواء، ولكنها تواجه بالتجاهل، وهو ما قد يثير الكثير من المناوشات في الأماكن العامة.  يتجاهل الكثير من المواطنين لافتات "ممنوع التدخين" المنتشرة في مختلف الأماكن العامة، معرضين بذلك حياة الكثير من الموطنين، لاسيما الصغار، إلى خطر الإصابة بأمراض في الجهاز التنفسي، وهو ما يسبب العديد من الصدامات بين المواطنين، خاصة بين  مستعملي وسائل النقل العمومية. "ممنوع التدخين".. لمن وجهت هذه الإشارة تساءل الكثير من الموطنين ممن التقتهم "الفجر" عن الفئة التي توجه إليها مثل هذه اللافتات الداعية إلى عدم التدخين في مختلف الأماكن العمومية، بعدما عرفت تجاوزا بل تجاهلا من طرف الكثيرين. وفي هذا السياق تقول السيدة (حكيمة.ب) التي تصطحب ابنها يوميا إلى الروضة صباحا باستعمال حافلات النقل الجماعي:"أين تجد أن لا أحد يحترم هذه التعليمة، وكأنها غير موجودة"، نفس الانشغال عبر عنه الكثير من المواطنين في محطة النقل الحضري "عيسات إيدير"، والذين طالبوا بوضع عقوبات صارمة تجبر الأشخاص على الامتناع عن التدخين للمحافظة على صحة المحيطين بهم. مشادات كلامية وعراك في وسائل النقل العمومية يثير عدم احترام إشارة منع التدخين في الأماكن العامة، الكثير من الصدامات والمشادات الكلامية بين المواطنين، خاصة إذا تواجدت نساء حوامل أو أطفال في هذه الأماكن، وهو ما قد يثير معارك داخل القطارات والحافلات، مثل ما حدث منذ أيام على متن القطار الرابط بين الثنية والعاصمة، بعد نشوب مشاجرة كلامية انتهت بتدخل سائق القطار، سببها إصرار أحد الشباب على تدخين سيجارته، رغم تذمر الكثير من المتواجدين في المكان، وهو نفس السيناريو الذي  يتكرر يوميا في الكثير من الأماكن العمومية وسط تذمر الكثيرين ممن سئموا هذه التجاوزات. .. وأطباء يضربون بـ"الوقاية خير من العلاج" عرض الحائط من جهة يشتكي الكثير من المواطنين من استهتار بعض الأطباء في المستشفيات العمومية، والذين يدخنون في المستشفيات غير مبالين بعواقب ذلك على صحة مرتادي هذا المكان.. هي ظاهرة تحدث عنها بعض المواطنين الذين واجهوا مثل هذه التصرفات في مصالح طبية وصحية مختلفة، ولم يتمكنوا من التعليق على الأمر لأن السلوك كان صادرا عن أشخاص واعين ومسؤولين بالدرجة الأولى على التوعية والتحسيس. هو ما تحدث السيد حسان، عامل في محطة السكة الحديدية، والذي حمّل الأطباء مسؤولية الكثير من الإصابات والتعقيدات، بعدما وجدهم في الكثير من المرات يتعاطون التبغ في مراكز عملهم التي وجدت من أجل القضاء على الأمراض، فضلا عن تمادي بعض الشبان في القيام بالتدخين في قاعات الانتظار داخل المستشفيات العمومية، وهو ما أثار حفيظة الكثيرين ممن فشلوا في القضاء على هذه العادة السيئة التي تهدد سلامتهم الصحية. فيروز دباري أخصائي الأمراض التنفسية، الدكتور شهاب:"التدخين لا يضر المدخن لوحده" من جهته أكد الدكتور شهاب، أخصائي في الأمراض التنفسية، أن آثار التدخين السلبية لا تؤثر على المدخن وحده، بل على كل من يجاوره، وهذا ينقل الضرر الأكبر لأنه يأخذ الدخان مباشرة دون أن ينفث الدخان فهذه السموم تدخل ولا تخرج، وبهذا يكون ضرره أكبر. كما أضاف محدثنا أن أضرار التدخين نتيجة للقطران ومادة النيكوتين، والأولى أكثر ضررا، لأنها تؤثر على القصبات الهوائية وفعالياتها، وتتلف الأهداب التي تغطي الغشاء المخاطي للقصبات الهوائية، ما يعطل كفاءة هذه القصبات التي تعمل على التخلص من الأجسام الغريبة التي تمر عبرها إلى الرئتين، وبالتدريج يقع التلف في جسم القصبات نفسها مما يزيد في إفرازاتها ويؤدي إلى تضييقها تدريجيا، ما يكثف نوبات السعال المزعج خاصة أثناء النوم، وهذه من الأضرار المباشرة التي تتحقق في وقت قصير.  منظمة الصحة تحذر.. والظاهرة تتفاقم  حسب آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية، فإن تعاطي التبغ يؤدي إلى وفاة أكثر من خمسة ملايين نسمة كل عام، أي أكثر من مجموع الوفيات الناجمة عن الأيدز والعدوى بفيروسه والسل والملاريا.  وإذا استمرت الاتجاهات الراهنة فإنّ ظاهرة تعاطي التبغ قد تودي بحياة ما يزيد على ثمانية ملايين نسمة سنوياً بحلول العام  2030، وبحياة مليار نسمة إجمالاً في القرن الحادي والعشرين، حسبما كشفت عنه المنظمة العالمية للصحة. كما يتسبب دخان التبغ غير المباشر في وقوع ثمن الوفيات المرتبطة بالتبغ، ويسعى تقرير منظمة الصحة العالمية بشأن وباء التبغ العالمي، إلى اقتفاء أثر وباء التبغ وتزويد الحكومات وغيرها من أصحاب المصلحة، بما يلزم من معلومات لتصميم تدخلات وفقا لذلك. ويركز تقرير المنظمة العالمية، هذه السنة، على البيئات الخالية من دخان التبغ، ذلك أن دخان التبغ غير المباشر يقف وراء حدوث ثمن الوفيات المرتبطة بالتبغ، وتهيئة بيئات خالية تماماً من ذلك الدخان هي الوسيلة الوحيدة لحماية الناس من أضرار دخان التبغ غير المباشر.