المنتخب الوطني الفاف تتنصل من مسؤوليتها وتضغط على حليلوزيتش

أخيرا، أدرك المدرب وحيد حليلوزيتش محدودية مستوى التعداد الذي شارك به في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 وأفشل الاستراتيجية التي بناها قبل التنقل إلى بلاد مانديلا، وكان لا بد عليه ان يعيد النظر في كل حساباته بسبب قرب موعد تصفيات كأس العالم.
... لكن ما الذي جعله يقرر فجأة تدعيم التشكيلة الوطنية بعدما أوحى للجميع أنه اختار أحسن اللاعبين لتكوين فريق قوي؟ هل يرجع ذلك إلى الضغوط الكبيرة التي مورست عليه في الأيام الأخيرة بجنوب إفريقيا من طرف الفاف والمناصرين الذين تنقلوا الى جنوب افريقيا لمؤازرة الخضر، أم إلى خيارات أراد ان يعزز بها مكانه في العارضة الفنية وتظهره كتقني لا يريد إقصاء أي لاعب يفيد الفريق الوطني؟ ويبدو ان الطرح الأول هو أقرب إلى الحقيقة لأن المسؤول الأول عن الهيئة الفدرالية محمد روراوة، بعدما وجد نفسه في وضعية لا يحسد عليها وشعر بمسؤوليته فيما حدث للخضر في كأس أمم إفريقيا 2013، لم يجد منفذا آخر لإنقاذ رأسه سوى مطالبة حليلوزيتش بضرورة استدعاء لاعبين آخرين، لأن هذا الإجراء من شأنه ان يقلل من الضغط المتصاعد منذ الانهزام الثاني المسجل أمام الطوغو ومن تذمر الجماهير الرياضية الجزائرية التي لا تزال مصدومة بسبب الخروج المبكر ل ”الخضر” في هذه الدورة القارية، وبما ان الحديث يدور بحدة حول إمكانية الاستعانة بعناصر صنعت ملحمة أم درمان، فإنه يفهم من هذا الإجراء المفاجئ ان الفاف هي التي وضعت الفيتو الذي منع التقني البوسني من الإبقاء على لاعبين مثل زياني وبلحاج داخل تعداد التشكيلة الوطنية، وإذا افترضنا عودة هذين اللاعبين رفقة زميليهما السابقين في صفوف الخضر حسان يبدة وبوقرة واستدعاء اللاعبين المغتربين ابراهيمي وبلفوضيل، فمن هم اللاعبون الدوليون الحاليون الذين سيضحى بهم؟ ذلك أن تعداد الفريق الوطني سيشهد ازدحاما كبيرا، فضلا عن ان حليلوزيتش سيضطر إلى إدخال تغييرات كبيرة في خطط عمله، ولن يسعفه الوقت القصير الموجود أمامه لبلورتها بالشكل الذي يسمح بالحفاظ على التوازن داخل الفريق الوطني، كل هذه المعطيات تجعلنا نعتقد ان المدرب حلياوزيتش أصبح لا يملك بين يديه مفتاح التأهل إلى نهائيات كأس العالم، حتى ان بعض التقنيين قالوا ان شخصية التقني البوسني اهتزت ولم يعد أمامه مجال كبير من المناورة لفرض طريقة عمله داخل التشكيلة الوطنية، ويتضح من خلال الوضع الجديد الذي ستعرفه هذه الأخيرة ان الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أرادت ان تبعد مسوؤوليتها الكاملة في حالة فشل حليلوزيتش في تأهيل الفريق الوطني إلى نهائيات كأس العالم 2014.
وبالإضافة إلى تدعيم التعداد، فإن التقني البوسني مطالب أكثر من أي وقت مضى بإدخال تغييرات في ما يتعلق بالظروف التي يتربص فيها اللاعبون الذين كثيرا ما اشتكوا من الأجواء السيئة التي يجرون فيها تحضيراتهم ويريدون ان يستفيدوا من عوامل الترفيه التي تبعدهم عن البقاء في أجواء لا تساعد على إعداد تحضير بسيكولوجي حقيقي.
ولا شك ان الأمور داخل الفريق الوطني ستظهر بشكل واضح خلال الأيام التي ستسبق مباراة البنين الخاصة بتصفيات كأس العالم والمقررة يوم 23 مارس القادم.