مسلسلي الجديد سيخرجني من القالب الذي عرفني به الجمهور
بدأت الممثلة جوهرة دراغلة الشهيرة باسم "سوسو" مشوارها الفني في التمثيل من خلال مسرح باتنة الجهوي أين تقيم ، حيث قدمت العديد من الأعمال المسرحية الموجهة للأطفال و الكبار قبل أن تنتقل إلى التلفزيون ، حيث تألقت في العديد من الأعمال كمسلسل " عيسى الجرموني" مع الفنانة جميلة عراس و مسلسل " سولة" إنتاج صيف 2010 . وهي تنتظر كما قالت للنصر في هذا الحوار ، أن تطل على الجمهور بشخصية مختلفة تخرجها من القالب الذي ظهرت به إلى حد الآن ،وذلك عبر مسلسل جديد ينطلق تصويره مطلع العام القادم . ويبقى حلمها كما أسرت لنا أن يختارها المخرج المثير للجدل رشيد بوشارب في أحد أفلامه .
ملامح شخصية " سولة " لا تختلف كثيرا من حيث الشكل عن ملامح "لويزة"، التي جسدتها في مسلسل " عيسى الجرموني" ما الذي يعجبك في هذا النوع من الشخصيات؟
-شخصية " سولة " هي نموذج للمرأة الصحراوية قبل الاستعمار، حيث كانت تسعى للمحافظة على تقاليد المنطقة التي كبرت و عاشت فيها، و رغم ما مرت به من مشاكل حاولت جاهدة أن تتأقلم مع حياتها الجديدة مع أهل زوجها الذي يختفي في الصحراء و يعتقد الجميع انه فارق الحياة فتتمسك بالأمل في عودته. و شخصية " لويزة" نموذج عن المرأة الشاوية بكل تفاصيلها في حقبة مهمة من تاريخ الجزائر قبيل الاستقلال. و هذه الرمزية تعني لي الكثير و تجعل الشخصيات قريبة أكثر من فكري و تصوري.
في البداية عندما قرأت سيناريو " سولة " ترددت قليلا في قبول الدور لأنه كتب بالعربية الفصحى و بأسلوب شعري ، و كان علينا أثناء التصوير أن نحول النص تدريجيا إلى اللهجة الصحراوية لمنطقة بشار، فلم يكن لدينا خيار آخر غير التعديل بأنفسنا في السيناريو بنسبة وصلت إلى ستين بالمائة، ليتماشى النص مع طبيعة المنطقة الصحراوية التي صورت فيها أحداث المسلسل. و قد كانت هذه المهمة شاقة و مرهقة و في نفس الوقت ممتعة جدا، لأنها خلقت جوا جميلا خلال السهرات الصيفية ، خاصة بين الممثلين اللذين حرص كل منهم على التدقيق اللغوي في حواراته من حيث المفردات و طريقة النطق بها.
*ظروف العمل في مسلسل "سولة"كانت صعبة و عرف بلاطو التصوير بعض الاضطرابات بسبب بعض المشاكل مع المنتج هل أثر هذا سلبا على نجاح الفيلم؟
- اعتقد أن المسلسل كان ناجحا جدا من حيث الديكور و الملابس، التي تمكنت من التعريف بتقاليد المنطقة و تقديمها بشكل قريب جدا من الواقع. و لكن النجاح الفعلي لأي مسلسل تلفزيوني مرهون بالعمل الجماعي الجاد . و رغم أن " سولة " تم تحضيره في آخر لحظة ، وفي فترة وجيزة جدا خلال شهر جويلية ، وتصويره في "تاغيت " و هي من أكثر المناطق حرارة في الوطن ، إلا أن العمل أنجز في الآجال المحددة له ، و ذلك بفضل التزام الممثلين و المخرج الذي عرف كيف يسير الأمور و يظهر الإمكانيات الحقيقية لكل منهم ، خاصة الوجوه الجديدة التي مثلت للمرة الأولى و استطاعت أن تترك بصماتها في العمل ، و هذا بشهادة الكثيرين اللذين قالوا أن الأداء كان عفويا و طبيعيا .
*كيف كانت خطواتك الأولى في مجال التمثيل المسرحي و التلفزيوني؟
شاركت في التلفزيون متأخرة قليلا بعد مشوار دام أكثر من 15 سنة في المسرح الذي أدين له كليا بحبي للفن و التمثيل. و في رصيدي الآن العديد من المسلسلات "حنان امرأة" للمخرج مسعود العايب ، "دوامة الحياة" لمحسن مزياني و " دوار الشاوية " مع الفنانة الرائعة جميلة عرّاس. أما أول ظهور لي في التلفزيون فكان في السلسلة الكوميدية " شوف لعجب" مع المخرج عمار محسن التي بثت في رمضان 2001 . ثم توالت المشاركات في التلفزيون من خلال سلسلة " ما بين يوم و ليلة" 2002 ، و سلسلة " جحا" ، "وين الهربة وين" ، " ظل الورود" .
أما المسرح الذي احتضن بداياتي في التمثيل، فبدأت علاقتي به من خلال مسرح باتنة سنة 1985 مع الرقص الكلاسيكي الذي تلقيت دروسه على يد معلمة بولونية ، ثم انتقلت للتمثيل في العديد من مسرحيات للأطفال . و اعمل حاليا منذ سنة 2005 كممثلة محترفة في مسرح بجاية الجهوي مع المخرج عمر فطموش صاحب مسرحية " عاشق عويشة و الحراز"، حيث شاركت في الكثير من المسرحيات التي حصدت جوائز مختلفة كمسرحية "الحراس" للكاتب طاهر جاووت .
*ما رأيك في الإنتاج الجزائري المقدم في شهر رمضان الأخير؟
-أرى أن هناك تطورا كبيرا في الإنتاج التلفزيوني الجزائري ، و ذلك بفضل الدورات التكوينية المتعددة التي يتلقاها الممثلون الشباب. نحن في الطريق الصحيح و لكن مازال ينقصنا الكثير، و السبب يعود حسب اعتقادي للنقص الفادح في النصوص التي يطبع بعضها رداءة صارخة تجعل الأعمال تبدو غير متناسقة كليا و لا تعطي الممثلين فرصة الظهور و التألق.
خلال شهر رمضان الماضي أعجبتني بعض المسلسلات الجديدة كمسلسل " مصطفى بن بولعيد " الذي كتبت قصته بطريقة جميلة و صحيحة و كان توزيع الأدوار جيد أيضا بالإضافة إلى مسلسل " الذكرى الأخيرة" الذي قدم قصة محبوكة جيدا.
*ماهي مشاريعك الجديدة في المسرح و التلفزيون؟
-أمثل حاليا في مسرحيتين جديدتين مع مسرح بجاية ، سنشارك بإحداهما في تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ". كما ينتظر أن أبدأ العمل قريبا في مسلسل جديد مع المخرج محسن مزياني مطلع السنة القادمة . و هو مسلسل اجتماعي معاصر، سيكون فرصة لي للخروج من قالب الشخصية القديمة و التقليدية.
كما لدي مشروع إخراج مسرحية للأطفال، و هي فكرة تدور في رأسي منذ زمن ، مازلت ابحث عن نص مناسب يتجاوب مع تصوري ، لإنجاز مسرحية تجمع بين كل الأساليب المقدمة للأطفال كالبهلوانات ، العرائس و غيرها في تحد كبير بالنسبة لي، لأنه من الصعب إقناع الطفل .
*هل لديك طموحات فنية أخرى ؟
-أكيد ، و لكن اعتقد أنها أحلام أكثر منها طموحات ، لأني أتوق للعودة مجددا للرقص الكلاسيكي ، و تقديم مونولوغ ، و غيرها من الأفكار الأخرى التي تتعلق بخيالي الفني الذاتي ، كأمنية العمل مع المخرج المتميز رشيد بوشارب في أحد أفلامه
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/09/2010
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حورتها امينة جنان
المصدر : www.annasronline.com