تواصلت ندرة الحليب، أمس، ولليوم العاشر على التوالي، أين تحوّل الوضع إلى حلبة صراع تبادل فيه أصحاب الملبنات ووزارة الفلاحة، بحكم وصايتها على الديوان الوطني المهني للحليب التهم، في الوقت الذي يدفع فيه المواطن البسيط الثمن بقطع المسافات الطويلة للبحث عن كيس حليب.الوضع ازداد تأزما خاصة وأن عددا من الملبنات لم تزاول نشاطها منذ التاريخ المذكور، وفي المقابل أحيل الموزعون على البطالة الحتمية بسبب ذات الوضع، في حين تشهد بعض الملبنات، على غرار ملبنة بودواو، اكتظاظا واسعا بسبب ارتفاع الطلب على الحليب، خاصة وأن ملبنة بطوش بالعاصمة مثلا كانت تموّل 60 بالمائة من ولايات: الجزائر، البليدة، المدية، البويرة، تيزي وزو، المسيلة وتيبازة.وحسب ما أدلى به بعض الموزعين لـ''الخبر''، فإن توقفهم عن العمل يأتي نتيجة نفاد المسحوق عبر الملبنات ورفض ديوان الحليب تموينهم بكميات إضافية، في المقابل أكد أصحاب الملبنات المتضررة أن الوضع الراهن مخطط له سابقا وهذا بهدف تكسير القطاع الخاص في هذا المجال، رغم نجاحه، حسبهم، في احتواء الوضع في أكثر من مناسبة، محمّلين في ذات الوقت الوزارة الوصية المسؤولية التامة لموافقتها لقرار الحكومة تقليص فاتورة استيراد الحليب بـ50 بالمائة، رغم أنه كان جديرا بها، يضيف محدثونا، أن تطبق هذا القرار تدريجيا، لأن الاكتفاء الذاتي بالحليب يتطلب سياسة صارمة، وهنا ذكر موزع من ولاية البويرة أن هناك مستثمرا استفاد من قرض بهدف تربية الأبقار؛ حوّله فيما بعد إلى حظيرة للدواجن، وهذا دليل، حسبه، أن المشروع سلم لغير أصحابه، عكس السياسة التي انتهجتها ملبنة الصومام ببجاية التي تعاقدت مع مستثمرين في تربية الأبقار على أن تستغل كمية الحليب المجمّعة في توفير الحاجة اليومية، بالإضافة إلى صنع مشتقات هذا الأخير.في المقابل أكد الناطق الرسمي لاتحاد الفلاحين الأحرار، قايد صالح، لـ''الخبر''، أن سياسة جمع الحليب لن تنجح طالما لا يوجد مخطط لها قائلا: ''كيف نستورد 1000بقرة دون أن نبحث عن مصيرها بعد 5سنوات من الاستغلال''، مضيفا أن عملية المراقبة ضرورية، مرجحا أن تتأزم الأمور أكثر في الفترة المقبلة إذا لم يكن هناك برنامج وطني يؤطره مختصون.من جهته أكد ممثل وزارة الفلاحة، جمال برشيش، أن الوضع الراهن كان ينتظر الوصول إليه، خاصة بعد السياسة التي انتهجتها الوزارة منذ سنتين التي تقضي بعملية جمع الحليب، نافيا أن تكون هناك ندرة في مسحوق الحليب. وحسب تصريحاته دائما، فإن المشكل الذي تواجهه بعض الملبنات العامة منها والخاصة سببه نفاد مخزون المسحوق، هذا الأخير الذي تستفيد كل ملبنة منه على شكل ''كوطات''، إلا أن عددا منها تستهلكه في أقل من المدة المتفق عليها، لأنها تستخدم جزءا منه في صناعة مشتقات الحليب. واكتفى محدثنا بهذه التوضيحات في انتظار ما ستسفر عنه اللجنة المهنية للحليب التي تجري حاليا مفاوضات للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/11/2010
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: رشيدة دبوب
المصدر : www.elkhabar.com