عاد الملاكم الجزائري محمد علالو إلى ذكرياته الجميلة خاصة في أولمبياد سيدني سنة 2000 التي توج فيها بالميدالية البرونزية بجدارة واقتدار، حيث روى لنا بعض الكواليس التي حاطت به والصعوبات التي صاحبت هذا الانتصار، ولم يغفل أيضا علالو أيضا التذكير بمغامراته في شهر رمضان وكيف عوقب من الاتحادية الجزائرية للملاكمة، بعد أن قرر عدم التربص مع المنتخب خارج الجزائر في شهر رمضان المعظم ولم يهضم صاحب برونزية سيدني طريقة خروجه من الحلبة بعد أن سدت في وجهه كل الطرق وغياب الإعانات المالية التي اعتبرها سببا مباشرا في اعتزاله للعبة التي تبقى المفضلة عنده، مشيرا في حواره معنا إلى أن فقيد الملاكمة الجزائري حسين سلطاني يبقى أحسن ملاكم جزائري في تاريخها ويعتبر الرياضي الجزائري الأول الذي تحصل على ميداليتين في الألعاب الأولمبية وهو الأمر الذي لم يحققه أي رياضي، مشيرا إلى أن الإشاعات التي لاحقت الفقيد بعد موته في فرنسا جاءت من عائلة الملاكمة الجزائرية وهو أمر لا يمكن تصديقه، خاصة وأن الجميع في الرياضة الجزائرية يعرف حق المعرفة أن سلطاني يتمتع بأخلاق عالية.أولا كيف هي أحوال محمد علالو؟
الحمد لله أتواجد في صحة جيدة وأشكركم كثيرا على الاتصال بي والتفكير في شخصي.
الجمهور الجزائري يريد أن يعلم أين هو علالو؟
بعد مسيرتي كملاكم على الحلبة توجهت إلى عالم التدريب في فريق المجمع البترولي، حيث نشرف على نخبة الملاكمة الجزائرية وسأحاول أن أمنح كل تعلمته كرياضي وأوصله إلى الرياضيين والملاكمين.
وكيف يقضي الملاكم شهر رمضان؟
بالنسبة لي لست من النوع الذي يؤثر فيه كثيرا شهر رمضان، لأن الجميع يعلم أن الملاكم يلتزم بحمية غذائية قوية من أجل وزنه وهو الأمر الذي يدفعني للقول أني قادر على صوم شهرين متتاليين دون أي مشكل. أما عن يومياتي فهي عادية بين النوم، التدريب والصلاة والعائلة.
حسبك أين يكمن الاختلاف بين التدريب حاليا والفترة التي كنت فيها رياضيا فوق الحلبة؟
بالنسبة لي أقول إنني أشعر أكثر بالمسؤولية عندما تحولت إلى عالم التدريب، خاصة وأن لدي حسابات اتجاه النادي الذي عينني دون ذكر أيضا المسؤولية اتجاه الملاكم وذلك لم أحس به كثيرا عندما كنت رياضيا وعلى أعلى مستوى. بالمقابل من ذلك، وبالعودة للحديث عن الضغط أقول أيضا إن الضغط يكون أكبر وأقوى عندما تكون في التدريب، وهي أمور لا أحس بها في وقت سابق عندما كنت فوق الحلبة.
وماذا يقول محمد علالو عن التتويج الوحيد له في أولمبياد سيدني سنة 2000 وهي الميدالية التي لم يكن ينتظرها كثيرون؟
لا ليس كذلك، أقول إنه قبل مونديال سيدني في سنة 2000 كانت لدي تجربة في أولمبياد أطلانطا سنة 1996 حيث سرقت من طرف الحكام عندما لعبت على الميدالية البرونزية وكان ذلك أمام أحد الملاكمين التونسيين حين بكيت بحرقة شديدة وشعرت بنوع من الحڤرة، لا سيما وأنني كنت أستحق الميدالية البرونزية في تلك الألعاب، لكني لم أبق مكتوف الأيدي، بل على العكس من ذلك بقيت أعمل بشكل مكثف حتى أحقق الميدالية البرونزية في ألعاب سيدني، رغم أن الأمور لم تكن سهلة بتاتا. كما أنني أحمل ذكريات خاصة قبل تتويجي بالميدالية في سيدني.
تفضل ما هي؟
أتذكر أنه قبل التوجه إلى أستراليا للمشاركة في الألعاب الأولمبية، كان لدينا تربص في كوبا وكنت أعاني من كسر على مستوى الأنف، حيث نصحني الأطباء بنسيان الملاكمة وعدم العودة إليها، خاصة وأن الإصابة خطيرة للغاية وقد تكون لها عواقب وخيمة على صحتي، وأتذكر أنهم في كوبا ألبسونا لباس العمليات وتوجهت إلى غرف العمليات، لكني في اللحظة الأخيرة قررت أن أترك كل هذا خلف ظهري وأن أشارك في أولمبياد سيدني، وهو الأمر الذي اعتبره الأطباء الكوبيون مجازفة كبيرة لكن بعد ذلك حققت البرونزية التي تبقى من أفضل ذكرياتي الرياضية التي لا أنساها، خاصة وأنها جاءت بعد تضحيات جسام.
وما هي كواليس التتويج بهذه الميدالية؟
لا أخفي عليك أنني كنت أحس بنفسي مسجونا، خاصة مع تقدم الأدوار، لا سيما وأن زملائي في المنتخب خرجوا كلهم من الأدوار التصفوية وبقيت أنا محتجزا في القرية الأولمبية.
من الإنسان الذي تذكرته بعد التتويج بالميدالية البرونزية؟
أول من تذكرته بعد الحصول على الميدالية البرونزية، هو خالي الذي كان يؤمن كثيرا بإمكانياتي وظل يردد بأنه سيكون لدي شأن كبير في عالم الملاكمة وهو مصطفى نصر الدين.
الجميع يتساءل عن المنحة التي تحصلت عليها بعد هذا التتويج؟
أعتبر أن المنحة التي تحصلت عليها رمزية إلى أبعد الحدود، وأهم ما تحصلت عليه كان ترسيمي في سوناطراك بعد أن كنت متعاقدا معهم لفترة. كما أنني تحصلت على منزل تزوجت فيه. وبالعودة إلى المنحة التي تحصلت عليها بعد التتويج باللقب فأقول إنها كانا رمزية ولا تعبر حقيقة عن قيمة الميدالية التي كسبتها في الألعاب الأولمبية.
نعود إلى ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ما هي الذكريات التي بقيت عالقة في ذهنك خاصة في ألعاب باري سنة 1997 التي حققت فيها الذهب؟
صحيح هذه الألعاب جاءت سنة واحدة بعد أن ضيعت البرونز في أطلانطا وهو ما دفعني لأكون في المستوى حتى أحقق الذهبية وأهم ذكرى تبقى عالقة في ذهني هي أنني واجهت فرنسيا في نصف النهائي تحت درجة حرارة وصلت إلى 42 درجة كاملة، لكن هذا لم يؤثر علي وفزت بالذهب بعد ذلك.
ما هي حكاياتك مع شهر رمضان وتربص سيبيريا؟
صحيح حدثت لي حادثة في تربص سيبيريا سنة 1992، حيث كنا نحضر هناك في شهر رمضان وقد أفطرت 19 يوما كاملا، لكني بعد ذلك قمت بخلافة تلك الأيام التي ضيعتها ولا أخفي عليك أنه بعد هذه الحادثة قررت أن لا أتربص مع المنتخب في شهر رمضان وهو الأمر الذي عرضني لعقوبة لستة أشهر من الاتحادية بعد أن رفضت التنقل معهم في أحد التربصات في رمضان.
لماذا لم تتجه إلى الاحتراف والبعض يقول إنك اعتزلت مبكرا؟
حقيقة لم أجد المساعدة المالية أو مناجير قادر على الأخذ بيدي وقيادتي إلى بر الأمان وقد أعتزلت قصرا بعد أن وجدت الأمور صعبة علي من خلال شح المساعدات المالية أو الإعانات. كما أن المسؤوليين في الجزائر يتنكرون سريعا للأبطال والرياضيين، وهو الأمر الذي وقفت عليه شخصيا وهنا أشكر مسؤولي نادي المولودية وعلى رأسهم جواد الذين سهلوا لي بعض الأمور، خاصة وأنني حققت حلمي بمفردي ودون مساعدة ويمكن القول أنني عصامي.
نعود إلى زميلك السابق حسين سلطاني صاحب ذهبية أطلانطا، ماذا تقول عنه؟
أعتبر حسين سلطاني أحسن رياضي حزائري تمكن من حصد ميداليتين في الألعاب الأولمبية، ومع ذلك فإن المسؤولين لم يقدروا حتى على تنظيم دورة باسمه وهو أمر لا يصدق. كما أن الإشاعات التي لاحقته بعد موته كانت من العائلة الصغيرة للملاكمة وأقول إن سلطاني رياضي متخلق ولا يعرف تلك الأشياء التي يتحدث عنها البعض وأقول للجميع "الله يهديكم".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/07/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : لطفي ص
المصدر : www.elbilad.net