عاد وباء الملاريا ليهدد حياة الجزائريين، فقد سجلت المصالح الصحية حالات متفرقة في بعض الولايات الجنوبية، بعضها مؤكدة وأخرى “مشتبه” فيها، لكن الأكيد أن هذا الوباء زرع الرعب بين المواطنين، وحالة استنفار قصوى بين المصالح المختصة، وتنسيقا على أعلى مستوى بين قطاعات الداخلية والجماعات المحلية والفلاحة والتنمية الريفية والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، خاصة وأن الوباء نقله مهاجرون قادمون من الحدود الجنوبية إلى الجزائر، أين يصعب التحكم في ظروف إقامتهم وتنقلهم.فرق طبية “خاصة” وخبراء يتنقلون إلى الولايات الجنوبية لمحاربة الوباء340 حالة في 9 أشهركشف المستشار على مستوى وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات سليم بلقسام عن تسجيل 340 حالة إصابة مؤكدة بداء الملاريا منذ بداية السنة الجارية إلى غاية بداية شهر أكتوبر، وهو العدد المرشح للارتفاع في حالة تأكد إصابة الحالات التي تم تسجيلها في ورقلة وأدرار، مفيدا بأن 94 بالمائة من الحالات مستوردة، اكتشفت لدى أجانب قادمين من الساحل أو جزائريين عائدين من بلدان أخرى. وأوضح المصدر نفسه في تصريحه ل “الخبر” بأن هذا المرض ينتشر عادة بعد موسم تساقط الأمطار في دول الجوار، حيث تنتشر أنثى نوع من البعوض يسمى “أنوفال” التي تنقل المرض من منطقة إلى أخرى، مفيدا بأنه غير معد. وذكر مصدرنا بأنه تم تسجيل حالة واحدة مؤكدة في غرداية و6 حالات في ورقلة وأخرى في أدرار، غير أنه هوّن من خطرها وقال إن مصالح وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، وبالتنسيق مع وزارتي الداخلية والجماعات والمحلية والفلاحة والتنمية الريفية، كل في مجال اختصاصه، تعمل على محاصرة المرض ومنع انتشاره. وعلى مستوى الوزارة الوصية، كشف مصدرنا عن إعادة تفعيل مخطط الوقاية ومكافحة الملاريا الذي تم تفعيله من أجل محاصرة الوباء، في شهر سبتمبر الماضي، مباشرة بعد تهاطل كميات كبيرة من الأمطار في دول الساحل التي عادة ما تكون السبب وراء انتشار المرض في تلك البلدان، ثم انتقاله عبر الهجرة غير القانونية إلى الجزائر. كما أفاد محدثنا عبر اتصال هاتفي بأن الجزائريين الذين يتنقلون إلى تلك البلدان ولا يتخذون الاحتياطات الصحية اللازمة، معرضون إلى الإصابة بالمرض ونقله إلى الجزائر لدى عودتهم. وعاد المتحدث إلى بعض الأرقام الرسمية المتوفرة على مستوى مصالحه، فقد كشف عن تسجيل 340 حالة مؤكدة منذ بداية سنة 2015 إلى غاية بداية الشهر الجاري، إذ تم تسجيل حالة أخرى مؤكدة في ولاية غرداية. وحسب المصدر نفسه، فإن 94 بالمائة من الحالات هي لرعايا أجانب، قادمين خاصة من دول الجوار ودول الساحل. أما ال6 بالمائة المتبقية، فهي لجزائريين تنقلوا إلى تلك البلدان وحملوا الفيروس. غير أن هذا الرقم لا يعني، حسبه، وجود ما يسمى ب«بؤر” الوباء، حيث وصفها بالحالات المنعزلة.وأضاف المصدر نفسه بأن المخطط أعيد تفعيله خلال اليومين الماضيين بالموازاة مع الاشتباه في 6 حالات على مستوى ولاية ورقلة، وحالات أخرى في أدرار، وذلك لتشخيص جميع الحالات التي قال إنها غير مؤكدة إلى أن يفصل المعهد الوطني للصحة العمومية فيها.وطمأن مصدرنا بأن جميع الحالات المشتبه في إصابتها بهذا الوباء، سيتم التكفل بها على مستوى مصالح بالمستشفيات القريبة، ولن تخرج من تلك المصالح حتى تتماثل للشفاء، سواء أتعلق الأمر بهذا الوباء أو بآخر، ثم القيام بإجراءات خاصة لإبادة كل البؤر المحتملة من أجل التأكد من عدم وجود البعوض الناقل للمرض، وإرسال فرق مختصة للتنسيق مع مصالح قطاعي الداخلية والفلاحة لتطهير المحيط.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/10/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مصطفى بسطامي
المصدر : www.elkhabar.com