المكمّلات التجميليّة خطر على الصحة

إفراط في تناولها.. والأطباء يحذّرون
المكمّلات التجميليّة خطر على الصحة

صارت الوسائط الاجتماعية تعج بإعلانات عن المكملات التجميلية لترويجها بين النسوة الراكضات وراء الجمال وهي في مجملها حبوب تُستعمل حسب منتجيها للحفاظ على نظارة البشرة ومكافحة التجاعيد والزيادة في نمو الشعر وهو ما تطمح له الكثير من النسوة فينصعن وراء تلك الإعلانات ويقبلن على اقتناء تلك المكملات التجميلية دون النظر إلى تأثيراتها الجانبية على الصحة.
نسيمة خباجة
أصبح هوس التجميل يدفع ببعض النسوة إلى مخاطر فبعد الدخول في متاهات العمليات التجميلية التي تخص الوجه والأنف وشفط الدهون وغيرها من العمليات التي بتنا نسمع عنها كثيرا في الوقت الحالي وهناك جانب آخر لم تهمله الباحثات عن الجمال وهو تناول المكملات التجميلية التي ذاع صيتها مؤخرا واحتلت جانبا من الإعلانات الاشهارية عبر الوسائط الاجتماعية للفت انتباه النسوة على غرار حبوب الكولاجين المشهورة إلى جانب البيوتين وغيرها من المكملات التجميلية فالقائمة جد طويلة.
رأي النسوة
اقتربنا من بعض النسوة لرصد آرائهن والوقوف على مدى إقبالهن على تلك الحبوب التجميلية فتباينت الآراء بين مؤيدة ومعارضة .
تقول السيدة كريمة في العقد الخامس إنها تحبذ تلك المكملات فالمرأة مع الكبر تظهر عليها علامات تهدد جمالها على غرار التجاعيد وتساقط الشعر والترهلات وقالت إنها شخصيا تناولت لفترة حبوب الكولاجين وكانت نتائجها باهرة في الحفاظ على نظارة البشرة وحمايتها من التجاعيد كما انها متتبعة لكل ما يخص عالم التجميل على حد قولها.
أما الآنسة وفاء في العقد الرابع فقالت إنها بالفعل تجذبها في بعض الأحيان تلك الإعلانات لاسيما عن حبوب الكولاجين وتعديد منافعها التجميلية إلا انها لا تهتم بها خاصة وأنها تتخوف من تأثيراتها الجانبية على الصحة لذلك فهي تفضل كل ما هو طبيعي من وصفات سواء للبشرة او الشعر فحتى الوصفات الطبيعية إن لم تكن نافعة فهي لا تضر ومن المؤكد أنها نافعة.
مخاطر صحية
كشفت دراسة أمريكية حديثة أن الإفراط بتناول المكمّلات التجميلية التي تعتني بالبشرة والشعر يمكن أن يكون مؤذياً للصحة. وهي سلّطت الضوء على الدور السلبي الذي يمكن أن يلعبه مكوّنان في هذا المجال هما البيوتين والكولاجين.
يذكر أن تناول هذه المُكمّلات بالجرعات الموصى بها طبياً لا يتسبب بأي ضرر على الصحة لكن للإفراط في تناول البيوتين والكولاجين مخاطر على الصحة العامة وتُشير الإحصاءات إلى زيادة الإقبال على تناول المكمّلات الغذائيّة التجميليّة في السنوات الأخيرة وهذا ما دفع الباحثين إلى دراسة تأثير الإفراط في تناولها وقد تمّ نشر نتائج هذه الأبحاث في مجلة الأكاديميّة الأمريكيّة لطب الجلد جاء في النتائج أن تناول جرعات مرتفعة من هذه المكمّلات ممكن أن يُلحق أضراراً بالصحة وقد كشفت هذه الدراسة عن خطورة الإفراط في تناول مُكمّلين اثنين هما البيوتين والكولاجين.
يؤثر البيوتين على القلب والغدة الدرقيّة ويعرف البيوتين باسم آخر وهو فيتامين ب 7 وهو من المكمّلات المُستعملة لتعزيز نموّ الشعر والأظافر والتي يوصى بتناولها على شكل جرعة يوميّة تبلغ 0.05 ملليغرام. ولكن من الملاحظ أنه يتواجد بنسبة أكبر من ذلك في بعض المكمّلات الغذائية وقد كشفت الدراسات الأخيرة أن تناوله بجرعة أكبر من اللازم ممكن أن يتسبّب بنتائج مغلوطة في الفحوصات التي تقيس وظائف الغدّة الدرقيّة والقلب فالإفراط في هذا المجال ممكن أن يُظهر فرطا في نشاط الغدة الدرقيّة وانخفاضا في مستوى التروبونين الذي يدل على حصول ذبحة قلبيّة ولكن في الحقيقة تكون هذه الدلالات خاطئة وناتجة فقط عن الإفراط في تناول البيوتين.
تكشف الدراسات أيضاً أنه بالنسبة للكولاجين فهو مُعرّض لإمكانية تلوثه بالمعادن الثقيلة يتواجد الكولاجين عادةً بشكل طبيعي في الجسم وهو يلعب دوراً مهماً في تكوين أنسجة العظام والعضلات والأربطة والغضاريف. يُشكّل الكولاجين 70 بالمائة من تكوين خلايا الجلد وهو يُعزّز متانة هذا الأخير كما يُحافظ على ليونته واكتنازه وقد أظهرت دراسة نشرتها جمعيّة مُستهلكي المنتجات العضويّة الأمريكيّة وتناولت 28 علامة من المُكمّلات الغذائيّة أن 64 بالمائة من هذه المُكمّلات يحتوي على الزرنيخ و37 بالمائة منها يحتوي على الرصاص و34 بالمائة منها فيه كميات ضئيلة من الزئبق و17 بالمائة منها يحتوي على الكادميوم. وهذا ما يدعو للقلق كون هذه المعادن مؤذية للصحة حتى في حال وجودها بكميات ضئيلة.
ولتحقيق الاستفادة من خصائص المُكمّلات الغذائيّة التجميليّة وتجنّب مخاطر الإفراط في استهلاكها يُنصح باستشارة الخبراء في هذا المجال عند اختيارها بالإضافة إلى الالتزام بالجرعات الموصى بها وعدم استهلاكها لفترات طويلة على أن يتمّ شراؤها من مصادر موثوقة مثل الصيدليات والمتاجر الكبرى التي تتعامل مع مختبرات موثوق بها.