المقرئ الشيخ عبد الحفيظ بن زاوي صاحب المرتبة الثامنة عالمياً لابُدّ من برنامج غذائي ورياضي للحفاظ على صوت المقرئ

دعَا الشيخ المقرئ عبد الحفيظ بن زاوي، إمام مسجد علي بن أبي طالب بمدينة سطيف، كلّ القراء إلى المحافظة على صوتهم لأنّه نِعمة من نِعم الله تعالى التي يفاضل بها عباده حين قال {يزيد في الخَلْق ما يشاء}، وهو ما فسّره العلماء على أنّه الصوت الشجي لقارئ القرآن.  اعتبر إمام مسجد علي بن أبي طالب، القُرّاء دعاة إلى الله بصوتهم الجميل الذي أدخل الكثير من الأعاجم إلى الإسلام، بدليل أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يُحبّ سماع القرآن من أصحابه حين قال ''إنّي أحبّ أن أسمَع القرآن من غيري''.
الشيخ عبد الحفيظ الذي نال المرتبة الثامنة عالمياً في مسابقة حفظ القرآن وترتيله التي أقيمَت في دولة مصر سنة 2006 م، ونال المراتب الأولى في عدّة مسابقات وطنية وإقليمية، من أبرز القرّاء وأتقنهم لأحكام الترتيل بمدينة سطيف، إذ تعتمد الإذاعة الوطنية وإذاعة الهضاب المحلية الكثير من تلاوته لبثّها في شهر رمضان الكريم، خاصة أنّ لديه إجازة في القراءات العشر، كما تشُدّ الرِّحال إلى مسجد علي بن أبي طالب للاستمتاع بتلاوته خاصة أثناء صلاة التّراويح.
وأكّد المقرئ عبد الحفيظ، في حديث خصّ به ''الخبر''، أنّ معظم القرّاء لا يحسنون صيانة هذه النِّعمة، لأنّها تحتاج إلى رعاية خاصة جدّاً ونمط غذائي معيّن بغرض الحفاظ على رخامة الصوت وعذوبته، فالقرّاء لابدّ لهم من برنامج رياضي للحفاظ على اللياقة، زيادة على عدم المغامرة باستهلاك المواد الحارة والماء البارد الذي يؤثّر على الحبال الصوتية، بالإضافة إلى وجوب التمرّن على التلاوة بشكل مستمر للحفاظ على المقامات الصوتية القرآنية.
وفي معرض حديثه عن القرّاء في الجزائر، قال الشيخ عبد الحفيظ ''اشتهر القرّاء في الجزائر خصوصاً وفي المغرب العربي عموماً بجودة الحفظ وضبط الأحكام، بدليل أنّ أمهات الكتب في قراءة القرآن ألّفها علماء مغاربة مثل أبي عمار والشّاطبي وغيرهم، غير أنّ المشارقة تفوّقوا علينا في اللّحن والترتيل والتّجويد، وخرج من بينهم أفضل القرّاء على شاكلة عبد الباسط عبد الصمد الذي تأثّرت به كثيراً وأنا في المرحلة الثانوية ولا أستطيع محاكاته''.
من جهة أخرى، لم يخف الشيخ إعجابه بجريدة ''الخبر'' لاهتمامها بنخبة العلماء والقرّاء والحفظة، داعياً إلى تسليط الضّوء على مواهب الجزائر وعلمائها الذين يزخر بهم كلّ شبر من أرض الوطن.