الجزائر

"المقبرة العذراء" تكريما لألفي شهيد لازالوا في المقبرة الفرنسية بدمشق



تألقت الروائية لطيفة منطاش، في روايتها التي حملت عنوان " المقبرة العذراء" التي صدرت عن دار "نوميديا للنشر"، والتي حصلت بها على عديد التكريمات والجوائز، على غرار حصولها على المرتبة الثانية في مسابقة جائزة الدكتور "محمد بن أبي شنب" بالمدية، وغيرها.وأتى تكريم الروائية ليس لأسلوبها في الكتابة وطريقة سردها المشوقة لثنايا روايتها، بل لنص الموضوع الذي اختارته لتروي حسرتها بشأن ملف جثامين الضحايا الجزائريين الموجودين في سوريا. وذكرت الروائية لطيفة منطاش أن روايتها التي حظيت بإعجاب كل من اطلع على صفحاتها، استوحت فكرتها من مقال سابق كان قد صدر في جريدة الشروق اليومي بتاريخ 31 أكتوبر من سنة 2007، وحمل عنوان "حول ملف الضحايا الجزائريين في سوريا" لكاتبه ياسر أبو شباب. حيث جعلت الروائية لطيفة منطاش من شخصية الشاب الجزائري عبد الرزاق المولود سنة 1896، بطلا لروايتها، وأطلقت العنان لمخيلتها الواسعة للغوص في أعماق التاريخ، وتحرير جذوره من قبضة النسيان الذي طال تفاصيل بعض المحطات التاريخية الهامة، حيث عمدت الروائية وبأسلوب مشوّق وسلس إلى سرد تفاصيل حياة بطل الرواية، الذي كرّس كل جهوده لخدمة الأرض للاسترزاق، بالموازاة مع طموحه لتنفيذ وصية والده لتعلم اللغة العربية، حتى لا يصهره المحيط الذي كان يعيش فيه، ويضيع منه الوطن، وكان أول مما صدم عبد الرزاق في حياته، هو تجنيد المستعمر الفرنسي لصديقه الحميم وابن عمه، ضمن صفوفه خلال الحرب العالمية الأولى، بكلمات مثقلة بمشاعر الغضب، واصلت لطيفة سرد وقائع تلك الحقبة من الزمن، بتعبيرها عن مشاعر شخصية عبد الرزاق وأمنيه في رحيل المستعمر بالقول" ارحلي عنّا يا فرنسا" وهكذا بأسلوب مشوّق واصلت الروائية طريقها باتجاه أعماق التاريخ، لتستقر عندما طرق جنود المستعمر باب كوخ عائلة عبد الرزاق ذات ليلة، وانتزعوه هو وإخوته من حضن والدتهم، لتجنيدهم في حرب فرنسا ضد الأتراك والبريطانيين، وعندما قاوم والدهم جنود فرنسا أردوه قتيلا وأخذوهم إلى سوريا في معارك خاضوها بكل شجاعة، وواصلت لطيفة سرد تلك الحقائق والوقائع التاريخية بطريقة تضع المتصفح لكتاب "المقبرة العذراء" في مشاهد تلك الحقبة بكل تفاصيلها.
الروائية استعملت عبارات ثقيلة سيظلّ وقعها في ذاكرة القراء السابحين بين صفحات الرواية والتاريخ المفعم بالأحداث. لطيفة منطاش التي لها العديد من الروايات والمجموعات القصصية، هي في الأصل أستاذة تربية إسلامية في الطور المتوسط، وتجد نفسها للتعبير عن مكبوتاتها في كتاباتها التاريخية بأسلوب روائي، تطمح من خلاله لحصد المزيد من التكريمات والجوائز بعد تلك التي حظيت بها على الصعيد الوطني والعربي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)