الجزائر

المقاومة الفلسطينية تنتصر في الواقع والمواقع



حصار إعلامي واستهداف صحفيين وعائلاتهم في غزةتشهد الحرب في غزة تغطية إعلامية من نوع مختلف، حيث أن التعامل مع الأحداث يبدو مغايرا ويؤسس لتوجه من نوع آخر، يؤكد ويوضح بسط الكيان الصهيوني يده على وسائل إعلامية عتيدة في العالم تقف اليوم في صفه، رغم ما تسجله هذه الحرب من خرق لكل المبادئ الإنسانية المتعارف عليها في العالم، وهو ما يعد تأكيدا آخر على أن الحرب في غزة حرب غير متكافئة القوى حتى إعلاميا، ومع ذلك فإن كل هذا الحصار لم يمنع نقل ما يعيشه ساكنة القطاع وفلسطين عموما من مآس تسببت فيها الحرب وانتصارات للمقاومة الفلسطينية بالمقابل، وفق ما يؤكد أستاذ علوم الإعلام والاتصال الدكتور موسى بن عودة في حوار ل «الشعب».
الشعب: ما موقع الإعلام العالمي والغربي تحديدا من الحرب في غزة؟
الدكتور موسى بن عودة: في البداية من خلال متابعتي اليومية للحرب الصهيونية على قطاع غزة وضد الفلسطينيين العزل، التمست نوعين من أنواع التغطية الإعلامية للحرب والتعامل مع الأحداث، فهناك تغطية إعلامية ملونة تنتهجها دكاكين الإعلام الغربية وبعض المطبّعين مع الكيان الصهيوني والتي تقف في صف الغزاة، وتحاول أن تشوه صورة المقاومة وتحسين صورة الصهاينة، وتعتمد في ذلك على كبريات المؤسسات الإعلامية والمواقع الإلكترونية وحتى مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال التحكم في خوارزميات النشر والتعليق وحظر كل التعليقات أو الصور التي تفضح الكيان الصهيوني، بالمقابل نجد تغطية إعلامية موضوعية للعديد من المؤسسات الإعلامية النزيهة التي تفضح الممارسات الصهيونية وجرائم الحرب والجرائم المضادة للإنسانية التي تنتهجها ضد أطفال ونساء غزة وحتى الحجر والشجر لم يسلم من ذلك.
لذلك، نجد أن الجيش الصهيوني الغاصب جنّ جنونه من هذه التغطية، فراح يقوم باستهداف الأطقم الصحفية والمراسلين وعائلاتهم، حيث فاق عدد الإعلاميين الشهداء 70 صحفيا.
^ ماذا عن ردود إعلام المقاومة على الإعلام الصهيوني؟
^^ حقيقة المقاومة الفلسطينية التي تقودها حماس وعدد من الفصائل الفلسطينية، حققت انتصارات باهرة في المعارك البرية، واستطاعت أن تجبر الغزاة على التفاوض ووقف مؤقت لإطلاق النار. ولم تقف المقاومة عند هذا، بل حققت انتصارات ساحقة على الصعيد الإعلامي.
^ حصار إعلامي تشهده غزة وقطع متكرر للأنترنت، ما تعليقك على هذا الوضع؟
^^ رغم التضييق والقرصنة الإلكترونية وقطع شبكة الإنترنت عن قطاع غزة لعزلها عن العالم، إلا أن الإعلام العسكري، خاصة لكتائب عزالدين القسام وكثير من الصحفيين الأحرار والمدونين، استطاع إيصال صورة حقيقية لما تتعرض له غزة، وفضحوا الكيان الصهيوني الغاشم بالصوت والصورة أمام العالم، وفضحوا كل الأكاذيب التي نسجها جيش الاحتلال ودكاكينه الإعلامية المأجورة والموجهة. كما أن المقاومة وفقت إلى حد كبير في الردود الإعلامية المناسبة، من خلال البيانات الإعلامية المتميزة والدورية والتي استطاعت أن تزعزع أركان الكيان الصهيوني وجيشه.
^ كثير من الدول وأجهزتها الإعلامية، أشاحت بوجهها عن القضية، ومازالت الجزائر واقفة مع الفلسطينيين وتؤكد على حقهم الشرعي في الاستقلال والسيادة، والإعلام الجزائري على النهج نفسه، ما قولكم في ذلك؟
^^ في الحقيقة، الجزائر كانت ومازالت وستبقى، الداعم الأول للقضية الفلسطينية، كيف لا وهي التي كانت مسرحا لإعلان قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف سنة 1988. ووفقت في توحيد الفصائل الفلسطينية بعد مجهودات جبارة للرئيس عبد المجيد تبون والدبلوماسية الجزائرية. كما أن وسائل الإعلام الجزائرية المكتوبة والمسموعة والمرئية، لم تتخل يوما عن فلسطين لا في أيام السلم ولا الحرب، بل خصصت فضاءاتها لمساندة فلسطين وشعبها الباسل، كما أن عدد من المؤسسات الإعلامية الجزائرية نظمت أياما مفتوحة للتضامن مع فلسطين وهذا ليس بالشيء الغريب على الجزائر شعبا وحكومة وإعلاما.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)