شهد الربعُ الأخير من القرن الماضي نشأةَ البنوك الإسلامية ثم انتشارَها داخل العالم الإسلامي وخارجه، وهذا بفضل ما طَرَحَتْه من منهجٍ قويم في مجال المعاملات المصرفية و فكرٍ سليم في نطاق التطوير الاقتصادي كَبديلٍ عن أساليب البنوك التقليدية. و لقد كان الاهتمامُ بالبنوك الإسلامية نتيجةَ ردةِ فعل و حاجةٍ ملحة لِما حصل في العالم الغربي من تطورات سريعة متنامية و متجددة، مما ألزم الحضارةَ الإسلامية أن تُخرج مُنتَجا إسلاميا متطورا قادرا على المنافسة و البقاء ضمن المبادئ الإسلامية و وفق ما يُرضي الله تعالى.
كلُّ ذلك جعل وجودَ هذه البنوك الإسلامية أمرا واقعا ملموسا في كل مكان، حتى في العالم الغربي معقلِ المصرفية الربوية، و لم يكن ظهور هذه البنوك خجولا؛ بل كان من القوة بمكان؛ حتى صار نِدا و منافسا بارزا يُلفت أنظار الباحثين و الخبراء الذين بدؤوا بدراسة هذه التجربة و بدؤوا يتعرفون على مبادئها و أصولها للوقوف على سر النجاح المنقطع النظير و غير المسبوق، إلا أن هذه التجربة لا تزال تحتاج إلى بذل الجد والاجتهاد من أجل الترشيد و التوجيه -شرعيا و مقاصديا- للتطوير و مواكبة الواقع و مسايرة القضايا المتجددة بما يتماشى مع أصول الشريعة و كلياتها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد منصوري
المصدر : مجلة الحضارة الإسلامية Volume 16, Numéro 26, Pages 431-456 2015-02-01