تعرف المقابر بعدة بلديات من ولاية الوادي وضعا مخزيا للغاية بعدما حوّلها شباب متسكّع لأماكن لممارسة نزواتهم من احتساء للخمور وبيع للمخدرات دون مراعاة لحرمة الأموات وخصوصية هذه الأماكن المقدسة ،وساهم انعدام إستراتجية واضحة للتكفل بهذه المقابر من قبل السلطات المحلية في تفاقم الوضع.
وتحدث بعض ما تجاور سكناتهم المقابر ل”الفجر” بكل حسرة وأسى عن حال دار الأموات فحالها بات مقلقا ومقززا في آن واحد بعدما حوّلها المراهقون لأماكن لممارسة غرائزهم بحيث يحتسون الخمور ويبيعون المخدرات بعيدا عن أعين الناس ، وفي هذا الصدد قال أحد جيران مقبرة العواشير ببلدية الرباح جنوبا بأن المخمورين يلجئون إلى المقبرة القريبة منهم كل يوم بعد العشاء ويتجمعون ويشعلون النيران ويجلسون هنالك إلى ساعة مبكرة من الصباح وما يصاحب ذلك من صراخ وسباب وغيره من الكلام الخادش للحياء الذي لا يليق أن يقال في المقابر التي أانتهكت حرمتها ،وهو نفس الحال الذي نقله سكان بلدية عاصمة الولاية الذين تحدثوا عن الحالة المخزية لمقبرة الجهة الجنوبية بحي الشهداء التي تحولت إلى وكر مفتوح على مصارعيه لممارسة كل أنواع الفساد، حيث اتخذها المنحرفون مكانا مفضلا لتناول كل أنواع المخدرات والخمور، مفسدين بذلك هدوء المكان ومستغلين بعدها عن أعين المراقبة خاصة رجال الأمن.
السكان المجاورون للمقبرة يقولون إنهم يشاهدون بشكل يومي مناظر يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان، حيث لم يعد أمرا غريبا ولا مستهجنا رؤية زجاجات الخمر وممارسة الفواحش وغيرها، وهي الظاهرة التي لطالما ندّد بها أئمة الحي حيث أصبحت هذه المقبرة ملجآ لفئات اجتماعية أخرى على غرار الخمور والمخدرات التي أخذت منهم محيطا للقيام بالأعمال الشنيعة وغير الأخلاقية، دونما احترام لقدسية هذا المكان، حيث صرح أحد مواطني هذا الحي المجاور للمقبرة، أن هذه المقبرة باتت تستعمل في أشياء مخالفة للقانون مثل لعب القمار ومكانا لبيع وشراء المخدرات في أوقات متأخرة من الليل، محملين بأكياس لا يرى ما بداخلها، رصدهم سكان هذا الحي أكثر من مرة في هذا المكان الهادئ، والبعيد عن أعين الناس والأمن، حيث يقومون بإخراج قارورات الخمر ليقوم أخر بتقسيم المخدرات تحضيرا لقضاء ليلة حمراء منتهكين حرمة وقدسية الأموات.ولم تقتصر هذه المقبرة على جمع هؤلاء فقط بل جمعت أيضا مجموعة من اللصوص الذين اتخذوها ملاذا آمنا لانطلاق عمليات السطو بالأسلحة البيضاء في أداء مهامهم الإجرامية، فقد تعرض العديد من الأشخاص لاعتداءات في أكثر من مرة في هذه المقبرة كل هذا بسبب اللامبالاة وعدم اهتمام المسؤولين طوال هذه المدة حيث أصبحت مقبرة المسلمين مرتعا لجميع الأعمال غير المشروعة والمنافية للأدب ولا تنقص شيئا من الحقيقة المؤلمة التي يعلمها جميع أهالي حي الشهداء.
الحي ذاته ينطبق على مقابر بلديات المقرن وقمار وغيرها من البلديات فالوضع مشابه والمشكلة واحدة تتطلب حسب السكان حزما مباشرا من قبل الأجهزة الأمنية أولا وكذا تسخير حراس من قبل البلديات ثانيا لوضع حد للانتهاكات المتكررة في حق حرمة الأموات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/03/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : محمد السوفي
المصدر : www.al-fadjr.com