الجزائر

المعرض التشكيلي الجزائري - الإسباني




تأسف الفنان التشكيلي كريم سرقوة لوضعية الفن التشكيلي في الجزائر، من خلال العدد القليل لأروقة العرض الفنية، حيث لا تتوفر الجزائر إلا على ثلاثة عشر رواقا فقط، منها ما هو مغلق، والوصاية لم تستغل المناسبات الكبيرة على غرار الجزائر عاصمة الثقافة العربية وتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، حيث خصصت ميزانيات هائلة، لكنها لم تفكر في تشييد مثل هذه الصروح.
وتساءل كريم سرقوة الذي نزل ضيفا أول أمس على برنامج ''موعد مع الكلمة''، الذي ينظمه نادي الإعلام الثقافي للديوان الوطني للثقافة والإعلام بقاعة ''الأطلس بالجزائر العاصمة،'' لماذا لم تفكر الوصاية في انجاز أروقة فنية للعرض التشكيلي بالرغم من أنها غير مكلفة. وتابع يقول أن عدد المراكز الثقافية الأجنبية أكبر من عدد الأروقة الفنية الموجودة في الجزائر وكلها تحوي فضاءات لعرض اللوحات الفنية. ولكن المتحدث اعترف من جهة أخرى، بأن هذه الوضعية ساعدته على أن يكون أكثر إبداعا وأن يبحث على مساحات بديلة، شكلت له ميزة ينفرد بها عن باقي الفنانين.
وأوضح سرقوة صاحب أكثر من ثلاثة عقود من الاشتغال في الفن التشكيلي، أن الوصاية لم تعط الفنانين التشكيليين المكانة الملائمة لهم في استراتيجية النهوض بالقطاع ولم تشركهم فيها. وأضاف أن الفنانين لا يطالبون سوى بفضاءات بسيطة وعملية لعرض إبداعاتهم الفنية. معتبرا أن الأماكن الفاخرة لا تساعد على تحريك إلهام ومخيلة الفنان. وأشار الى أن أغلب الأروقة المتواجدة  يقع في أماكن فاخرة يقوم فيها الفنان بتعليق لوحاته دون أن يبرز الجوانب الفنية الأخرى.
واقترح المتحدث تحويل أقبية العمارات المتواجدة في بنايات العاصمة إلى فضاءات فنية واستغلالها لتعويض النقص المسجل في هذا الجانب، أملا في أن يتم يوما ما وضع هذه الفضاءات تحت تصرف الفنانين باعتبارها الأماكن الأنسب للتعبير الإبداعي والفني، على حد قوله.
وكشف سرقوة عن حصوله على موافقة أحد الخواص لاستغلال أحد هذه الفضاءات لإقامة حدث ثقافي طيلة 15 يوما تحت مسمى ''ممرات الفنون التشكيلية البديلة'' يرتقب أن ينظم شهر نوفمبر المقبل، بعد أن انتظر مشروعه هذا سنتين
 
يلتقي الفن التشكيلي الجزائري والإسباني في تناغم وانسجام من خلال معرض جماعي مشترك يحتضن فعالياته مركز التسلية العلمية بالعاصمة.
تبدو لوحات الفنان بن حاج محمد متسلسلة من حيث الموضوع، حيث تناول في معظمها ظاهرة طبيعية حزينة تعبر عن غضب الطبيعة عند ما تطلق عواصفها الهوجاء السوداء، مما ينعكس على صوره الطبيعة عموما التي تتحول الى لوحة قاتمة يسودها الظلام.
في اللوحة الأولى تظهر السماء كثيفة الغيوم بألوان داكنة  تبدو ملتحمة مع الجبال السوداء الثابتة، في حين أن أعمدة الكهرباء تكاد تقتلع من شدة الرياح ليظهر الفنان علامة تبين اتجاه الرياح. يتواصل هذا المشهد في باقي اللوحات، علما أن المتغير الوحيد فيها هو اللون، إذ نجد في اللوحة الثانية سماء ملبدة لكن بألوان حية فاتحة منها البرتقالي والوردي والبنفسجي، توحي ببداية حريق انطلاقته شهب من السماء، فيما تبقى أعمدة الكهرباء وجها لوجه مع هذه الظاهرة محاولة الصمود.
الفنانة جاب الله مازيا كانت أكثر هدوءا، لتختار التصوير الفوتوغرافي في لوحاتها متناولة عدة مواضيع اجتماعية وثقافية أغلبها في شكل بورتريهات، منها بورتريه لشاب جزائري بزي أوربي واقف في حي عتيق، وبورتريه لسائحة إسبانية شابة يشبه لباسها لباس الغجريات وبملامح وجه جزائرية تتجول باستمتاع واهتمام بقلب العاصمة الجزائرية.
سجلت مازيا بعدستها بعض المعالم الأثرية الدينية بالعاصمة، خاصة المساجد وكنيسة أعلى شارع ديدوش مراد.
سجل الفنانون الإسبان حضورهم بإبداع كبير من خلال مواضيع متنوعة، يغلب عليها الطابع التجريدي، وهو نفس الأسلوب تقريبا الذي اعتمده المشاركون الجزائريون.
حضر من الفنانين الإسبان الفنانة ماكا فيديكا، التي عبرت من خلال احساسها المرهف والراقي، عن عوالم جميلة زادتها جمالا لمسات ألوانها الأنثوية. من بين ما عرضت ماكا ''الحوار المقدس للنباتات السحرية''، ''اكتشاف عوالم جديدة''، ''عودة إلى الصحة''، ''عندما تظهر الزهور''، ''مركز الحياة والصحة''، ''الشمس الخضراء'' وغيرها، وكلها لوحات من الحجم الصغير تبدو شخوصها متحركة وألوانها متداخلة (الوردي الأصفر، البنفسجي والأخضر البندقي).
تنظر هذه الفنانة إلى الحياة نظرة تفاؤل وتجعلها في لوحاتها تنبض بالحركة وبعيدة عن كل ما هو جامد وثابت.
من جهته، اختار الفنان جون بارامون فورنوس من خلال لوحاته الكبيرة، موضوع التراث، خاصة المعماري منه، حيث رسم في إحدى لوحاته مسجدا كبيرا يبدو وكأنه يتحرك يكسوه اللون الأزرق التركي (يوحي بصورة جامع سليمان بمدينة إسطنبول)، أما المآذن والقبة فلونها الفنان بالأخضر الذي يعد اللون الرمز في الإسلام. يتواصل تعاطي الفنان مع التراث والتاريخ الإسلامي، الذي يبدو مولعا به، لتظهر في إحدى لوحاته ''رحلة سمرقند'' تبرز فيها قافلة من الجمال محملة بالسلع تقطع الصحراء، وهو ما يوحي برحلة طريق الحرير من الصين حتى بغداد...
تستمر الطبيعة الصحراوية في الظهور، حيث يبرز الفنان أحيانا جانبا من قسوتها مع الإنسان، الذي يبدو ضائعا فيها إذا ما فقد الطريق، وفي لوحة أخرى يصاب الإنسان بالحيرة عندما يجد طريقه في الصحراء متفرعا الى وجهات مجهولة. من طبيعة الصحراء ينتقل الفنان الى طبيعة افريقيا من خلال 3 سيدات يرتدين اللباس التقليدي ويحملن جرار الماء فوق رؤوسهن راضيات بعيشتهن على أرض الأجداد التي يحبننها وتحبهن. تلوح من لوحة مجاورة أساطير المدن الإسلامية العتيقة بكل ما تحمله من سحر الشرق الذي تعكسه قصور ألف ليلة وليلة ومآذن المساجد الدالة على هوية هذه المدن.
تعود الوحشة مع لوحات بورنان كنزة، التي تصور الطبيعة في ظلمة الليل والجو القاسي، تتسلل عبرها أشباح نساء وأطفال بسواد قاتم للوصول الى مبتغى ما...
للإشارة، فقد حضرت في المعرض بعض التقنيات منها الإضاءة، كما كان الحال مع لوحات بن حاج (3 لوحات)، وكلها بأسلوب تجريدي وتسودها الألوان التي توحي بحركة الكواكب داخل فضاء الكون.
المعرض تستمر فعالياته الى غاية 30 مارس الجاري.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)