المعتقلون السياسيون الصحراويون يشرعون في إضراب عن الطعام

شرع 22 معتقلا سياسيا صحراويا يقبعون في سجن سلا المغربي أمس، في إضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة، وحسب ما أفادت به لجنة عائلات المعتقلين فإنّ إضراب السجناء الصحراويين جاء احتجاجا على رفض مديرية السجن تحديد تاريخ لمحاكمتهم أمام محكمة مدنية، في وقت ساءت وضعيتهم داخل السجن وسط تدهور الحالة الصحية للمعتقلين نتيجة لظروف اعتقالهم. وجاء هذا الإضراب بمثابة إنذار قبل شروع المعتقلين ال22 في إضراب مفتوح عن الطعام، يهدف هؤلاء من خلاله إلى لفت انتباه المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات المغربية، علما أنّ الجمعية المغربية لحقوق الإنسان دعت في ماي الماضي إلى ضرورة التدخل العاجل لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين. ولفتت اللجنة في رسالة وجهتها إلى وزير العدل المغربي “مصطفى الرميد”، إلى سلسة الانتهاكات والتجاوزات التي مست حقوق السجناء، ما جعل المكتب المركزي يدعو إلى تدخل عاجل من أجل إطلاق سراحهم احتراما لقواعد حقوق الإنسان، وجاءت هذه المساندة بعد تلقي اللجنة المذكورة نداءً من طرف لجنة عائلات المعتقلين الصحراويين. في السياق ذاته، أكدت الجمعية الحقوقية المغربية أنّ هذه الدعوة جاءت بعد أكثر من 16 شهرا من زجّ النظام المغربي بالناشطين السياسيين الصحراويين الحبس الاحتياطي دون محاكمتهم، وهو ما يتنافى مع نص المادة التاسعة من الميثاق الوطني المغربي المتعلق بحقوق المعتقلين السياسيين والذي ينص على احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي.
للإشارة، فإنّ اعتقال السياسيين الصحراويين جاء بعد تفكيك مخيم” قديم أزيك” يوم 8 نوفمبر 2010، وهو موجود بالقرب من مدينة العيون، حيث تم تحويلهم إلى السجن المحلي بسلا، وخلال الفترة الماضية قام هؤلاء المعتقلين بسلسلة من الإضرابات قصد استقطاب اهتمام الرأي العام بالقضية والمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم والدعوة إلى إجراء محاكمة عادلة ونزيهة أمام هيئة قضائية مدنية.
من جهة أخرى، قام أفراد من عائلات المعتقلين منذ توقيفهم بتنظيم عدة تجمعات بالرباط، للمطالبة بإطلاق سراحهم على نحو غير مشروط.