المعارضة تنفي خبر بداية سحب الآليات العسكرية من المناطق السكنية روسيا تتهم دولا غربية بالسعي إلى حل عسكري في سوريا

 انتقد وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، أمس، مواقف الدول الغربية الساعية إلى تقديم الدعم المادي للمعارضة السورية المسلحة، بدلا من حثها على التجاوب مع الحل السياسي. وأشار، خلال زيارته إلى أذربيجان، إلى أنه ''في كل الأحوال لا يمكن للمعارضة المسلحة هزم الجيش السوري، حتى لو تم تسليحها''. وأضاف: ''ستؤدي إلى مذبحة تستمر لأعوام''.
وجاء هذا الموقف الروسي ردا على تصريحات سوزان رايس، مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، والتي عبرت عن تشكيك بلادها في ''صدقية نوايا النظام السوري في الاستجابة لخطة كوفي عنان''، حيث قالت، في ندوة صحافية، إنه في ''كل الأحوال، فإن الولايات المتحدة مستمرة في دعم المعارضة السورية في شقيها السياسي والعسكري، من خلال تزويدها بمعدات الاتصالات التي تسمح لها بتعقب تحركات الجيش السوري الرسمي''، الأمر الذي اعتبرته روسيا دفعا في اتجاه الحل العسكري، وهو ما يتناقض مع الدعوة للحل السياسي. وكشف وزير الخارجية الروسي أنه سيلتقي مع نظيره السوري بموسكو في العاشر من الشهر الحالي، إلى جانب لقاء آخر مع أطياف من معارضة الداخل.
وكشفت رايس عن مشروع القرار المقرر مناقشته والمصادقة عليه، اليوم، في أروقة مجلس الأمن، ويقضي بالتشديد على ضرورة أن يلتزم النظام السوري بالمهلة المحددة في العاشر من الشهر الحالي، لاستكمال سحب الآليات العسكرية من المناطق السكنية. في المقابل، اتهم مندوب سوريا في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أطرافا دولية تهدف إلى إفشال خطة كوفي عنان، مشيرا إلى أن هناك من يستمر في الإصرار على الحل العسكري، ويعمل على إحباط كل المبادرات التي تقوم بها السلطات السورية. في هذه الأثناء، أكدت مصادر من السلطة السورية أن يوم أمس شهد بداية انسحاب الجيش من المناطق السكنية ببعض أحياء ريف دمشق، التي عرفت عودة الهدوء، غير أن لجان تنسيق الثورة السورية سارعت لتكذيب هذه الأخبار، مؤكدة من جهتها أن آليات الجيش ما تزال مسيطرة على كل المعابر ولم تنسحب. على الصعيد الإنساني، تمكن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جاكوب كلينبرغر، أمس، من دخول مدينة درعا لأول مرة، وعاين الأوضاع ميدانيا وسلم شحنات من المساعدات الإنسانية للمتضررين من الاشتباكات بين الجيش الحر والجيش السوري الرسمي. مع الإشارة إلى أن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر تباحث مع وزير الصحة السوري، وائل الحلقي، حيث أطلعه على أهم احتياجات القطاع الصحي. من جانب آخر، وعلى الصعيد الميداني، أكدت هيئة الثورة السورية استمرار عمليات الدهم والقصف التي يقوم بها الجيش السوري الرسمي، ما أسفر عن مقتل أكثـر من 40 شخصا، فيما قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه لا يمكن الحديث عن انسحاب الجيش في ظل استمرار الاشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي.