خرجت مظاهرات في مناطق متفرقة من المحافظات السورية، أمس، فيما اتفقت المعارضة
على تسميته جمعة ''الوفاء للانتفاضة الكردية''.
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الجيش السوري انتشرت في المدن والأحياء التي شهدت خروج المئات للمطالبة برحيل النظام، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 13 شخصا في حمص. في الوقت الذي يشرع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان، في زيارته إلى دمشق.
تأتي هذه الزيارة على خلفية استمرار المساعي الدبلوماسية الهادفة إلى حل الأزمة السورية، على خلفية الانشقاق الدولي بين أنصار الحل العسكري والداعين إلى حل سياسي. حيث قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون، إن تصريحات المبعوث الخاص إلى سوريا ''خيبت آمال الشعب السوري''، مشيرا أن الدعوة للحوار التي أطلقها كوفي عنان لا تأخذ بعين الاعتبار أولوية وقف العنف. مع الإشارة أن غليون أكد ترحيب المجلس بكل الجهود المبذولة على الصعيد الدولي لإيجاد مخرج للأزمة السورية، غير أنه عاد ليؤكد أنه ''على المجتمع الدولي أن يوجه ضربات عسكرية على مراكز الأمن لشل إرادة النظام''.
من جانب آخر تناقلت مواقع إخبارية تصريحات المعارضة السورية، سهير الآتاسي، المقرّبة من الجيش الحر، أن روسيا تسعى إلى طرح تسوية للتغيير السياسي تقوم على فكرة نقل صلاحيات الرئيس بشار الأسد إلى نائبه فاروق الشرع، على أن يتم تشكيل هيئة لقيادة الفترة الانتقالية تتكون من نائب الرئيس، وبعض الضباط من النظام الحالي، إلى جانب قيادة الجيش الحر ممثلة في العقيد رياض الأسعد. كما تركز مبادرة التسوية الروسية على منح الحصانة للأسد والمقربين منه.
ويتفق هذا الطرح الذي كشفت عنه المعارضة السورية مع السياسة المنتهجة من طرف كل من روسيا والصين، حليفتا النظام السوري، حيث تؤكد بكين وموسكو على ضرورة فتح قنوات الحوار مع السلطات السورية، وبهذا الخصوص قالت الخارجية الصينية إن بكين سترسل مبعوثا آخر إلى دمشق للتشاور. فيما سيزور مساعد وزير الخارجية الصيني، ليو وي مين، كل من السعودية، مصر وفرنسا، ابتداء من العاشر وإلى غاية 16 من الشهر الحالي، في محاولة لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى ''حل عادل وملائم''، على حد ما جاء في بيان وزارة الخارجية الصينية.
وبينما ترفض المعارضة السورية الحوار مع النظام، يبدو أن المسعى الدولي يتجه نحو التخلي كلية عن فكرة شن ضربة عسكرية على سوريا، حيث قال ميخائيل ليبيديف، نائب المندوب الروسي بالأمم المتحدة، إن ''الأراضي السورية أصبحت قبلة الإرهابيين المنتمين لتنظيم القاعدة''، كاشفا عن وجود ''ما لا يقل عن 15 ألف مسلح أجنبي يتبعون القاعدة مباشرة أو على صلة وثيقة بها''، ودعا الدبلوماسي الروسي المجتمع الدولي إلى ضرورة العمل على الحل السياسي. وهو ذات الأمر الذي ذهب إليه الرئيس التركي، عبد الله غول، خلال زيارته إلى تونس أول أمس، حيث أوضح أن بلاده تعارض التدخل العسكري، داعيا إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي، وذلك بالرغم من تأكيد رئيس وزراءه، طيب رجب أردوغان، رفض فكرة الحوار مع ''نظام تسبب في قتل شعبه''.
في مقابل ذلك تستمر الإدارة الأمريكية في محاولة التضييق على النظام في سوريا، من أجل دفعه إلى قبول التنازل، والمضي في تسوية تقوم على أساس رحيل الرئيس الأسد. وفي هذا الشأن طالبت الخارجية الأمريكية الحكومة الفينزويلية بالكف عن تقديم الدعم للنظام في سوريا، في إشارة إلى تزويدها بالوقود، وشددت على ضرورة تكاثف المجتمع الدولي من أجل الضغط على الرئيس السوري.
ميدانيا، أوردت تقارير اللجان المحلية للثورة السورية وقوع اشتباكات بين الجيش السوري وعناصر الجيش الحر المنشق عنه في محافظة حمص ومناطق متفرقة عبر كامل المحافظات السورية، فيما ذكرت مصادر من الجيش الحر التحاق ثلاثة ضباط سامين منشقين عن الجيش السوري وانضمامهم للثورة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: ب. سامية/ الوكالات
المصدر : www.elkhabar.com