بات الحديث عن الانتخابات السياسية في الجزائر ، أشبه بالحديث المنهي عنه داخل المسجد ، لأنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب .15 حزبا تنتظر الاعتماد لتنطلق في الساحة .. لا أدري ما الذي سوف تستفيده البلاد من زيادة عدد الأحزاب.. أو بعبارة أخرى .. ماهو الدور الايجابي الذي لعبته الأحزاب السياسية الموجودة سواء في حياة المواطنين أوفي تنمية البلاد..؟
إنني أضرب كفا بكف عندما أقرأ أو أسمع تصريحات قادة بعض الأحزاب السياسية في وسائل الاعلام ..
لم أسمع مثلا .. أحدهم يتكلم عن قانون يتعلق بالسياسة الخارجية أو يتحدث في المجال الاقتصادي عن الصناعة مثلا أو عن نظام العولمة وما يشهده العالم من اتصالات وأقمار صناعية وابتكارات .. لم أقرأ أن حزبا يسعى في برنامجه إلى تطوير السياحة وجلب السياح والمستثمرين العالميين للبلاد .. لم نسمع أن أحدهم يملك أفكارا تستطيع أن تعالج مختلف المشاكل والقضايا السياسية والاقتصادية ..
الحقيقة هي أن الأحزاب التي عرفناها لا تملك برامج حقيقية أو أفكار جديدة أو حتى طموحات كبيرة .. أعمارها لا تتعدى مدة الحملة الانتخابية ثم سرعان ما تلفظ آخر أنفاسها ..
هدفها هو دخول البرلمان فقط ، حتى فقد البرلمان مكانته التي كانت تميزه .
نشاطها لا يتعدى مثلا .. أن يقوم أحد الأحزاب بنشر غسيل حزب آخر منافس له .. أو يقوم مرشح باستعمال شعارات قديمة تلهب حماس المناصرين .. أو يرتدي عصابة أبو دجانة الأنصاري ويعلن استعداده الموت من أجل مصلحة الوطن..
أو أن ينزل أحد قادة الأحزاب المتحمسة إلى الأحياء والأماكن الفقيرة ليجمع أكبر قدر من الأصوات .. ويقول أنه سوف يكون بعد انتخابه لسان حال المواطن البسيط ..
لذلك فإني أرى أن أحزابنا لا تتمتع باللياقة السياسية الكاملة، فهي في حاجة إلى تكوين سياسي جاد قبل يسلم لها الاعتماد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/01/2012
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : موسى توفيق
المصدر : www.djelfa.info