بعد هيمنة الثورة الالكترونية
المطالعة ثقافة غائبة
أصبحت المكتبات في الوقت الحالي تعد على الأصابع عبر الشوارع ونشاهد ضعف الإقبال عليها بعد أن سسيطرت الثورة الرقمية على العقول بحيث غيبت خير جليس وكنا من زمن غير بعيد من أكثر الناس اهتماما بالكتب والمكتبات وبدأ هذا الاهتمام بالتلاشي وانحسر الامر شيئا فشيئا وغابت ثقافة القراءة والمطالعة بالمكتبات التي كانت أحد مكونات أي بيت ولم يعد الكتاب خير جليس يلازم أي فرد كما كان سابقا فقد أغلقت عشرات المكتبات في الفترة الأخيرة أبوابها بسبب ضعف الإقبال عليها والاستعاضة عنها بالأقراص المدمجة وبالإنترنت في إطار حمى العولمة والتطور التكنولوجي.
حمى الإنترنت والتكنولوجيا
على صعيد مجتمعنا يبدو من الواضح أن الشباب منهمكون بالتكنولوجيا الحديثة بشكل كبير بل إن تلك المسألة صرفتهم عما يمكن أن يقوموا به على صعيد الثقافة والفنون والعناية بالهوايات المختلفة لديهم حتى إن الأهل تورّطوا هم أيضاً بتلك التقنية وصاروا يكافئون أبناءهم بشراء الهاتف الذكي والمتطور والأجهزة الكفية والآي باد كدليل على مواكبتهم للعصر من جهة وتشجيعاً لهم على الدراسة أو ما شابه من تفاصيل عائلية.. لكن ما نحصل عليه في نهاية الأمر هو المزيد من الأمية والعزوف عن القراءة التي أثبتت كل التجارب أنها لن تتم خاصة في المراحل الأولى من العمر عبر الشبكة العنكبوتية إذ إن الإنسان في تلك المرحلة العمرية المبكرة سينشغل بتفاصيل مغايرة تماماً لموضوع الاهتمام بالثقافة..
لابدّ من ردّ الاعتبار للمطالعة
في جميع الأحوال فإن التعويل يبدو كبيراً جداً على الأسر في تربيتها المنزلية للطفل ففي الغالب يميل الأطفال الذين يتربون في بيئة مهتمة بالثقافة إلى القراءة بنسبة أكبر من غيرهم ممن ينمون في بيئات تملك اهتمامات مختلفة لكن تعاون المدرسة مع الأسرة مع مختلف المؤسسات الرسمية والأهلية يمكن أن يشكل حافزاً في المستقبل من أجل تأسيس حلقة ثقافية ما في المجتمع وفي المقابل لابد أن يترافق ذلك مع ترشيد أكبر لاستعمال التكنولوجيا التي تظهر اليوم وكأنها تكتسح المجتمع بشكل رهيب وتغرقه في دوامة لا يحصل فيها على الكثير من الفوائد الثقافية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/04/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com