المشاورات السياسية الوطنية!••

المشاورات السياسية التي يجريها السيّد بن صالح مع الشخصيات الحزبية والمستقلّة أو التي لم تعتمد أحزابها بعد لأسباب تتعلّق بظروف البلد التي قد لا تسمح الآن حسب ما يرى الرجل الأوّل في وزارة الداخلية، وقد يفتح المجال لتسليم اعتمادات في وقت لاحق بعد التعديل الدستوري المرتقب، وهذا ليس بالمدّة البعيدة التي لا يمكن انتظارها، ؟؟؟؟؟
غير أن الذي دعيت إليه الأحزاب وبعض الشخصيات ليس كلّ هذا، وإنما كما صرّح الرجل الأوّل عن كلّ حزب هو أن الحوار كان جادّا وهادفا وفي صميم الموضوع وهدفه هو الوصول إلى تصوّر مستقبلي مشترك وليس مسبق تحدّده الأطراف المشاركة وترسم معالمه ويكون في نهاية برنامج عمل وخطّة سياسية محكمة هدفها الإصلاحات الكبرى في المجال السياسي والاقتصادي، زيادة على فتح المجال السمعي البصري أمام الخواص، ممّا يعني أن الفترة المقبلة قد تشهدا تغييرات كبرى تقوم بها السلطة نفسها بعيدا عن أيّ ضغوطات داخلية أو خارجية، وهذا سوف يتحقّق في ظلّ التوجيهات السامية التي قدّمها فخامة رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة للّجنة الثلاثية التي تشرف على جلسات المشاورات، والتي كان قد صرّح بها خلال مجلس الوزراء في جلسته ليوم 20/05/ 2009·
إن الغاية من كلّ هذه الجلسات والمشاورات المارطونية هو ترسيخ مبدأ الرّأي والرّأي الآخر، وأن ليس هناك احتكارا للرّأي من قبل السلطة التي باتت اليوم تأخذ برأي الأحزاب والشخصيات الوطنية والمنظّمات الجماهيرية الفاعلة، وقد أعطى العملية بعدا وطنيا ومصداقية وشفافية أكثر كونها دون خطّة محضّرة أو برنامج عمل مسطّر ومفروض للمناقشة من قبل القيادة السياسية للبلاد·