الجزائر

المشاركون في الملتقى الدولي حول موضوع الجزائر بعد 50 سنة



المشاركون في الملتقى الدولي حول موضوع الجزائر بعد 50 سنة
التأكيد على دور سويسرا في الحياد وألمانيا الشرقية في دعم الثوار
أكد المشاركون في الملتقى الدولي حول موضوع " الجزائر بعد 50 سنة: تحرير التاريخ" على الدور الفعال الذي لعبته كل من سويسرا وألمانيا الشرقية إبان الحرب التحريرية التي خاضتها الجزائر ضد المستعمر الفرنسي والذي ساهم في دعم الثوار الجزائريين من أجل نيل الإستقلال.

وفي مداخلة له خلال الملتقى الذي تحتضنه المكتبة الوطنية لمدة ثلاثة أيام، أوضح المؤرخ السويسري مارك بيرينود أن الحياد الفعال الذي ميز موقف سويسرا من الثورة التحريرية الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي تجسد في النشاطات التي كانت تقوم بها من عبر المنظمات والهيئات الدولية على غرار هيئة الصليب الأحمر الدولي والمحافظة العليا لللاجئين التي ساهمت من خلالها سويسرا في مد يد المساعدة لللاجئين والأطفال الجزائريين.
وأضاف المتحدث أن موقف سويسرا الحيادي إزاء النزاع الفرنسي الجزائري تجسد في دور الوسيط بين الطرف الجزائري والفرنسي الذي لعبته خلال المفاوضات التي تمخضت عنها الإعلان عن وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962.
وأضاف الأستاذ السويسري أن بلده تحول بعد الستينات إلى مركز عبور للأسلحة والأموال إلى الجزائر من خلال شبكة جونسون التي كانت تنشط بأوروبا.
أما الباحث والأستاذ الألماني في التاريخ السيد طوبير فريدز فقد أكد في مداخلته بأن ألمانيا الشرقية سابقا قامت بدور فعال لدعم الجزائريين إبان الثورة التحريرية التي خاضتها ضد المستعمر الفرنسي.
وأوضح الباحث الألماني أنه ونظراً لإعتبارات إيديولوجية بحتة كانت ألمانيا الشرقية الأكثر مساندة للثورة الجزائرية، مشيرا أن تردد ألمانيا الفدرالية في دعمها للقضية الجزائرية خصوصا في السنوات الأولى من الثورة يعود أساسا إلى نوعية العلاقات بينها وبين فرنسا البلد المحتل للجزائر.
وأضاف المحاضر في هذا الشأن أن ألمانيا الفيدرالية كانت متخوفة من تشويش علاقاتها مع فرنسا التي هددت كل البلدان التي تعترف أو تساند الثورة الجزائرية بقطع العلاقات الديبلوماسية معها. أما ألمانيا الشرقية أضاف المتحدث فقد إعتبرت أن الوقوف بجانب البلدان التي تتوق إلى الإنعتاق من نير الإستعمار سيكون له أثر إيجابي عليها بمعنى أن هدفها من مؤازرة الدول المظلومة سياسي وعليه فمن أجل دفع الجزائر للإعتراف بها لم تتوان ألمانيا الشرقية آنذاك في مد يد المساعدة للثوار الجزائريين وقادة جبهة التحرير.
و في هذا الإطار -أضاف المحاضر- وإلى جانب فتح المستشفيات أمام الجرحى
الجزائريين فتحت ألمانيا الشرقية إبان الثورة التحريرية أبوابها أمام المئات من العمال الجزائريين وسعت إلى تكوينهم و الترخيص للطلبة الجزائرية وتقديمهم منح لإستكمال الدراسة في الجامعات الألمانية إلى جانب تقديم الألبسة والخيام ودور الأيتام.
وأرجع الأستاذ طوبير التغير في موقف ألمانيا الغربية تجاه القضية الجزائرية بالرغم من كونها حليفة فرنسا إلى رغبتها ( المانيا الغربية) في إستمالة الدول العربية التي كانت تهدد آنذاك بالإعتراف بألمانيا الشرقية بسبب مصالحة ألمانيا الشرقية مع إسرائيل.
وأضاف المتحدث أنه بعد 1958 لم تعد ألمانيا الغربية تمنع دخول الجزائريين أراضيها ولم تفعل أي شيئ لمنع ما تكتبه الصحف الصادرة آنذاك والتي كانت تندد بما كانت تقوم به فرنسا في حق الجزائريين.
وكانت أشغال الملتقى الدولي حول موضوع "الجزائر بعد 50 سنة: تحرير التاريخ"
قد إفتتح صباح أول أمس بمشاركة باحثين ومؤرخين وجامعيين جزائريين و أجانب.
وينظم هذا الملتقى الذي تجري فعالياته بالمكتبة الوطنية المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ بالإشتراك مع يومية "لاتربين".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)