الجزائر

"المشارقة" طلبوا من وردة الاعتزال لأنها "جزائرية"




عبر فنانون جزائريون عن استيائهم الشديد من الحملة التي شنها عدد من الفنانين "المشارقة"، حيث طالبوا مرارا وردة الجزائرية بالاعتزال، يتقدمهم اللبناني فضل شاكر الذي قال انه على وردة ان تتوقف عن الغناء وترتدي الحجاب، وأشار هؤلاء الى أن مطالبتها بالاعتزال ووضع حد لحياتها كانت بدافع "الغيرة" ولأنها "جزائرية" ليس أكثر، خاصة أن الساحة الفنية العربية تتوفر على العديد من الفنانين المتقدمين في السن لكن لم يطالبهم أحد بالاعتزال.
انتقدت الفنانة سلوى في تصريح شديد اللهجة مع ل"الشروق"، الفنانين المصريين واللبنانيين الذين طالبوا الفنانة الراحلة وردة الجزائرية بالاعتزال قائلة: "الفنان لا يعتزل مادام أنه يملك القوة من أجل المواصلة في العطاء، هي غلطة وجريمة في حق وردة، واعتقد ان الحملة التي شنوها ضدها منذ اشهر كانت بدافع الغيرة ليس أكثر، لأنها ورغم تقدمها في السن بقيت جميلة وحافظت على تألقها في الغناء".
وعبرت الفنانة سلوى عن حزنها الكبير لفقدان صديقتها، قائلة "ستكون معجزة لو تكررت موهبتها ليس في الجزائر فقط بل في كامل الوطن العربي، كانت تتمتع بكل المؤهلات التي جعلت منها عملاقة من عمالقة الزمن الجميل، فجعت بسماع نبأ وفاتها، خاصة أنني أعرفها وهي طفلة لا يتجاوز سنها العشر سنوات".
ومن جهته، وصف الفنان فؤاد ومان جرأة بعض الفنانين اللبنانين والمصريين من الذين تهجموا على وردة في اكثر من مناسبة بحجة انها لم تعد قادرة على الغناء "بالسلوك غير المعقول وغير المقبول"، مشيرا إلى أن تراجع أداء فقيدة الطرب العربي في ألبومها الاخير كان بسبب مرضها، موضحا أنه حتى ولو بلغ الفنان الحد الذي ينبغي له في التوقف عن الغناء لا يجب ان نجرحه بهذه الطريقة، خاصة اذا تعلق الامر بفنانة بحجم وردة الجزائرية.
ومن جهتها، عبرت مطربة الاغنية الشاوية الشابة يمينة عن استيائها الكبير لتطاول هؤلاء الفنانين على قامة فنية بحجم وردة الجزائرية ومطالبتهم لها وطلبهم منها الاعتزال على خلفية ان الاستمرار في الغناء يسيء الى مسيرتها الفنية بعد تقدمها في السن، قائلة: "ما قاموا به ذنب لا يغتفر، لأن الفنان يستمر في العطاء رغم تقدمه في السن، ربما وردة -رحمة الله عليها - خانتها صحتها ومرضها، وبالرغم من ذلك فهذا لا ينكر انها استمرت في العطاء الى اخر يوم في حياتها، وكانت قد تغنت في آخر أعمالها بالجزائر وتركت لنا وصية من خلال الاغنية وكأنها أحست بأنها ستغادر الى الابد".
وواصلت الشابة يمينة في سياق متصل: "كل من طالبوها بالاعتزال فعلوا ذلك بدافع الحسد والغيرة لأن عطاء الفنان وإبداعه يستمر الى اخر نبض في عروقه، والساحة الفنية العربية تتوفر على فنانين اكبر سنا من وردة، وعلى رأسهم الفنان الكبير وديع الصافي والسيدة فيروز، لكن لم يطالبهم احد بالاعتزال، والشيء نفسه بالنسبة لأم كلثوم، وهذا ما يجعلني اقول انه لا مبرر لهم مطالبتها بالتوقف عن الغناء الا الغيرة لأنها جزائرية فقط، وأتأسف لوجود هذا النوع من الفنانين الذين يسعون لدفن الفنان في حياته".
وفي سياق متصل، عبرت المتحدثة عن حزنها الشديدة على رحيل وردة الجزائرية قائلة: "لست الوحيدة الحزينة على رحيل وردة الجزائر، كل الجزائريين مجروحون لرحيل اخر سيدات الطرب العربي، ستبقى في قلوبنا مهما طال الزمن، لأن الفنان لا يموت، ماتت جسديا ولكن روحها ما زالت معنا وأنا جد متأسفة لرحيلها، ولكن لا أملك الا ان اقول "ربي يصبرنا على فراقها".
ومن جهته، عبر نجل الفنان القدير رابح درياسة، عبدو، عن غضبه الشديد من طريقة تعاطي الاعلام المصري مع حدث وفاة اميرة الطرب العربي، وقال في هذا السياق "في الاول انا جد متأسف لطريقة تعامل الاعلام المصري مع نبأ وفتها، ولكن لا علينا وردة في غنى عنهم، ولها بلدها وأهلها وما هم الا جزء صغير في هذا العالم، وأقول ان الذين بلغت بهم الجرأة بأن طالبوها بالاعتزال انهم فعلوا ذلك حتى يجرحوها فقط لا غير، ولكن وردة اكبر من كل ذلك لأنها رمز وليست مطربة فقط".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)