المسيحيون في تلمسان القديمة

فر أغلب النصارى من بلاد المغرب، إلى بعض الأقطار الأوروبية كجزيرة صقلية واليونان، وإيطاليا وإسبانيا، إثر الفتح العربي الإسلامي له، ولم يبق منهم إلا قليل، وقد لاحظ البكري بقية منهم في مدينة تلمسان، كانت لهم بها كنيسة معمورة، ظلت قائمة يؤمها: نصارى المدينة، حتى النصف الثاني من القرن الخامس هجري أي الحادي عشر ميلادي (165)، غير أن النصرانية عكس اليهودية، ما فتئت أن تراجعت أمام الإسلام، الذي أخذ ينتشر بين أهل المغرب، بدون انقطاع منذ القرن الأول هجري، السابع ميلادي، ولم تلبث المسيحية أن انقرضت تدريجيا، واختفى ما تبقى من العناصر المسيحية في مدينة تلمسان- فيما يبدو- خلال القرن السادس هجري، الثاني عشر ميلادي، لأن الموحدين أزالوا ما بقي من مظاهرها، بينما ظلت اليهودية تعيش جنبا إلى جنب مع الإسلام في بلاد المغرب، ولهذا يمكن القول بأن المسيحيين المتواجدين، بمدينة تلمسان في العهد الزياني، ليسوا من بقايا القدماء وإنما من النصارى، الذين قدموا إليها في هذه الفترة، وهم ينقسمون إلى أربعة أصناف: الجند، التجار، الأسرى، ورجال الدين.