المسرح المحترف على وقع العد التنازلي

كانت نهاية الأسبوع الماضي فنية بامتياز طبعتها العروض المسرحية المقدمة من قبل الفرق المتنافسة على جوائز المهرجان الوطني للمسرح المحترف أين قدم المسرح الجهوي لمعسكر عرض بعنوان " القرص الأصفر " للكاتب فتحي كافي وإخراج ربيع قشي، حيث تصور المسرحية زمنا افتراضيا تستقيل فيه الشمس عن وظيفتها الكونية وتنقلب الموازين حين تستبد المرأة بالرجل وأراد المخرج من هذه المسرحية معايشة رفقائه الممثلين متعة الجنون التي تصنعها أحداث من الزمن المستقبلي والتي هي في نفس الوقت ثمرة حاضر مشوه المعاني.أما المسرحية الأخرى التي عرضت يوم سهرة الأربعاء الماضي فكانت من توقيع المسرح الجهوي لبجاية بعنوان "الجثة المطوقة " ، للمؤلف المعروف "كاتب ياسين وإخراج جمال عبد اليهذا علاوة على عرض النداء لمسرح الجهوي أم البواقي الخميس الماضي من إخراج بلقاسم عمار محمد ،ونص عزين نسين وأداء طاب القاسمس وفريد بوزيد ، عنتر زايدي، سيف الدين فارس، عبد العلي فرحات وآخرين،كما استمتع الجمهور بمسرحية" الأجداد يزدادون شراسة" ، لكاتب ياسين ومن ترجمة يوسف ميلة ، ومن تمثيل بن خال أحمد ، بن بكريتي محمد، بن شميسة حسين ، أبو بكر الصديق بن عيسى وجوزي اسين ، جناتي سعاد ،مسلم جهيدة ،بوسهلة هواري هشام ، سهلي احمد ، لكروت موسى ، سرير حميد عدنان وهيبة ، غربي صارة ،وكان الإخراج لمحمد فري مهدي ، وتحكي المسرحية قصة هروب جماعي للمساجين أيام الاستعمار نحو المكان المسمى "نجمة " فيختلف قائد العملية وملازمه حتى الموت ، ويبدأ عقاب الموت في مطاردتهم.المسرحية كانت مليئة بمشاهد الإبداع الفني وتناغمت لوحاتها بالكوريغرافيا التي صممها عيسى شواط و سينوغرافيا حمزة جاب الله ، كما حرض المخرج على تنويع لهجة المسرحية ما بين اللهجة العامية واللغة العربية والتي أراد من خلالها المخرج كما صرح به للجمهورية إبراز المستويات المختلفة للمساجين ، حيث كان من ضمن هؤلاء رواد للثورة يقبعون داخل السجون وهم من خططوا لها ، في حين هنالك أشخاص مسجونين ولا علاقة لهم بالثورة والثوار.من جهة ثانية كانت المسرحية حسب المخرج دائما ، تتمة لمسرحية "الجثة المطوقة" التي تعرضت بدورها لأحداث ماي 1945 ، وبالتالي تستكمل الأحداث إلى موعد الثورة،معتبرا إياها نقطة مهمة قد أشار إليها كاتب ياسين ، بالإضافة إلى الصراع الجزائري الفرنسي ،هناك صراع ما بين الإخوة ،أي الاقتتال بينهم ، والتي تعكس كما قال جرأة الكاتب ،وشجاعة منه في تناول أحداث من هذا النوع ،وصرح المخرج في ذات الصدد عن محاولته لتبني قراءة حديثة لنص كاتب ياسين عبر المسرحية ، بأن وضع فيه بصمته الخاصة على نص عميق ضخم ، وإخراج ديناميكييذكر أن المسرحيات ال 17 التي تدخل المنافسة من بينها 5 عروض مقتبسة وأخرى لفطاحلة الفن الرابع، ككاتب ياسين ،وولد عبد الرحمان كاكي ،أضف إلى ذلك كتاب جزائريين شباب من بينهم مراد سنوسي وأخرى ذات بصمة نسوية من إخراج السيدة صونيا وفضيلة حشماوي هاته الأخيرة التي بدأت تصنع لنفسها مكانا في عالم الإخراج المسرحي بعد تجربة طويلة في المسرح الجهوي علولة وفي التلفزيون