الجزائر

المسرحي اليمني عزيز عايض السريحي ل "المساء" :‏ مسرحنا لا يزال في طور النضج



يستعرض المسرحي اليمني عزيز عايض السريحي واقع المسرح في بلده، ويعتبر أن أبا الفنون عرف في هذه الأرض لأول مرة حسب الشواهد التاريخية، إلا أن الحاضر لا يزال يرسم ملامح هذا الفن لإعطائه الخصوصية اليمنية.
المساء : ما هي العلاقة المباشرة التي تربطك بالمسرح؟
* أنا مخرج مسرحي خريج المعهد العالي للفنون الدرامية، وأحضر حاليا رسالة ماجستير في موضوع »المسرح العربي الحديث« بجامعة الحاج لخضر بباتنة.
- كيف كانت بدايات أبي الفنون باليمن خاصة في التاريخ الحديث؟
* أول مسرحية أنجزت في تاريخ المسرح اليمني الحديث كانت سنة 1904، تحمل عنوان »الزير سالم« وهي إسقاط على الأوضاع الفاسدة في اليمن حينها، أي وجود الاحتلال البريطاني بالجنوب وحكم الإمامة بالشمال، لكن الحركة المسرحية ركدت باليمن بعد الحرب العالمية الأولى لتعاود سنة 1926 بمشوار جديد من الأعمال الرائدة منها »فلسطين«، التي كشفت مخططات الغرب لاغتصاب فلسطين، كما راجت في هذه الفترة اقتباسات أعمال شكسبير وموليير واسقاطها على الوضع اليمني.
من جهة أخرى، تؤكد الأبحاث التاريخية والوثائق، أن المسرح قديم باليمن، فأول نص مسرحي يمني كتب سنة 1535 لبامخرمة وهو محفوظ اليوم كمخطوط باليمن.
أما في التاريخ القديم، فقد ظهر المسرح في حضارة سبأ، إذ ظهر فيها ما يعرف بالمسرح الدائري الشبيه بالمسرح اليوناني والروماني (فيما بعد)، وقد اكتشف من خلال آثاره التي نقبت عنها فرق الآثار، إضافة الى الكتابات على الأحجار التي تثبت كيفية دخول وخروج الممثل وتعامل رئيس الفرقة مع الممثلين، حسبما أشار إليه عالم الآثار يوسف عطاء الله، وهذا دليل على أن حضارة سبأ كانت حضارة مكتملة.
- وهل ما تزال اهتمامات المسرح اليمني هي نفسها بعد تأسيس المسرح الحديث؟
* شهدت سنة 1962 ميلاد المسرح اليمني والذي واصل طرح قضايا مناهضة للحكم الاستعماري وللحكم الإمامي البائد، وقضايا التحرر بشكل عام، ومن خلال تجارب هذا المسرح تأسست جمعيات وفرق تقدم عروضها المتنوعة في مسرح »كرايتر« ومسرح »الجيش«، ومسرح فرقة التوجيه المعنوي، وتم إنشاء إدارة الفنون والثقافة التي ترعى المبدعين ضمن كوادر وزارة الثقافة، لتتأسس بعدها جمعية الفنانين اليمنيين الذي يرأسها حاليا علي الحرازي، ونقابة الفنانين التي يرأسها فؤاد الكهالي.
وطبعا القضايا الاجتماعية لها نصيب الأسد في النصوص المسرحية حاليا، وأغلبها لمبدعين يمنيين، ومع ذلك فإن مسرحنا اليمني لم ينضج بعد النضج التام ليكون كاملا وذلك لأسباب كثيرة...
- وما هي العلاقة الأخرى التي تربطك بالمسرح الجزائري؟
* إن المسرح الجزائري يعرفه المثقفون اليمنيون جيدا ونعتز به، لأنه أصبح مسرحا واعدا في الدول العربية، شاركت في عدة أعمال عرضت بالجزائر، منها دوري في مسرحية »الأمير عمر الصعلوك« التي قدمها نور الشريف بالجزائر، شاركت أيضا في مهرجان دول المتوسط ممثلا للمعهد العالي للفنون الدرامية وقدمت عدة مسرحيات عملت فيها مخرجا، منها » المخادع الذي لا يخدع«
» والأسير« و»ما تبقى من الوقت«، وأغلب هذه الأعمال جاءت باللغة الفصحى ومن أداء ممثلين جزائريين.
من جهة أخرى، أنشط محاضرت وندوات خاصة بالنقد المسرحي، وأنا وفي كذلك لمهرجان المسرح المحترف بالجزائر وأحضر كل طبعاته وأعتز بتجاربه، وأتمنى أن يتعزز التعاون المسرحي بين الجزائر واليمن، وتأسفت لعدم حضور فرقة مسرحية تمثل اليمن في هذا المهرجان.
- اعتمد المسرح اليمني على التراث، فإلى أي مدى أثر ذلك في الحركة المسرحية عندكم؟
* أغلبية المسرحيات تأخذ من التراث اليمني وكتبها مؤلفون يمنيون، ومن خصوصيته إبراز العادات والتقاليد وتجسيد فكرة القبيلة، كما تفوق المسرح اليمني على الدراما السورية التلفزيونية في إبراز التراث اليمني والعربي ك»سيرة بني هلال«، و»الزير سالم« و»هجرم« و»الأولى والخزرج« و»البسوس«، وهذا ما جعل المسرح اليمني ينتشر في هذا المجال، زد على ذلك كتابات بعض المبدعين منهم محمد شرفي الشاعر اليمني الذي زار الجزائر وأحبها وكتب العديد من المسرحيات ، كذلك يحيى ابراهيم ومبخوت النويرة ووجدي الأهدل، إضافة الى المخرجين ومنهم المخرج الكبير فريد الظاهري الحائز على عدة جوائز دولية، والذي توفي في الذكرى ال 17 لعيد الثورة على ميدان الاحتفالات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)