رئيس الجمعية الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام الرمز الجهادي مصطفى بودينة، يظل من العناصر الفاعلة في جمع شتات الذاكرة بثقافة ضد النسيان و مع البرهان، إنّ عدد العناصر المحكوم عليهم بالإعدام يتناقص بالتتابع فمن رقم 2300 إلى 2100 إلى 600 ...أما عدد أعضاء الجمعية فلا يتعدى 350 وهنا علامة الاستفهام تعانق علامة التعجب "إنهم يرحلون وترحل معهم حقائق تاريخية هامة و قبورهم تضم الأجساد و أسرار ثورة البلاد"و من النقاط المحورية التي تناولها السيد مصطفى بودينة أصحاب التسلل بوسم "المزيفون" من جهة وفعل "التزييف" ومن جهة أخرى، لقد اندس "المجاهدون المزيفون" ضمن رزنامة "المجاهدون الحقيقيون" و هنا اختلط الحابل بالنابل كما يقال وفي الكتابة التاريخية و الإبداع الفني هناك مسار التزييف للحقائق و للمواقف وحتى المواقع "المتاحف و السجون نموذجا" و هنا من يكتب التاريخ؟ و كيف؟ و متى؟ و بأي مرجعية؟ كل هذا وغيره يراه السيد مصطفى بحاجة إلى غربلة ومقارنة وتقييم وتقويم وعلق بالتعبير العامي الشعبي الدارج " أحنا ما خدمناش خدمتنا أحنا اللي ما بلغناش التاريخ" أي "نحن لم نقم بالتبليغ التاريخي و التأريخي وتبعا لذلك لم نبلغ التاريخ للأجيال" وبعض الكتابات و الأعمال الفنية ارتبطت ب"التزييف" بقلب الحقائق و تجميد الوثائق و في "ثنائية" أرشيفهم وتاريخنا غرائب وعجائب وحتى السعي لاسترجاع "الأرشيف المهرب" يتعرض للتجميد لأنه ليس في صالح عناصر و أطراف "تخاف" من "كشف المستور". و هناك قوى (القمع والمنع) التي تستغل نفوذها لإقصاء أهل "الحق و الحقيقة" لصالح أهل "الزيف والتزييف"وواقع الحال يغني عن السؤال حتى بعض المنابر الإعلامية و الحوارية تكون مغيّبة "للرأي الآخر" و " الصوت الآخر" حتى تظل الساحة بلا معارضة."لجان القراءة" و "عناصر التقييم" في النسيج الثقافي، الفني، التقني، التاريخي ، النقدي تعمل أحيانا على شطب الحقائق لصالح الضبابية و التعتيم و هنا خطورة الوصاية على الأفواه و الأقلام و الكاميرات والوثائق.وحتى بعض العناصر ذات الموقعين و الوجهين لها إمكانية تشويه "الثورة والثوار" بوسائلها الخاصة إنهم في مسار "الجنسية المزدوجة" إنية من جهة و تبعية من جهة أخرى فكيف المخرج؟ و كيف الفرز؟ و أشار بودينة إلى عدة أعمال فنية و كتابات تاريخية مسها التزييف و التحريف مظهرا وجوهرا لكن الأمل يراه في عناصر التكامل و التفاعل بين جيل الثورة و التحرير وجيل الاستقلال و التنوير قصد كسب التواجد الثنائي الفاعل و المتفاعل من أجل استنطاق الوثائق و إبراز الحقائق بوعي وصدق ومصادر و مراجع لأنه لا يصح إلا الصحيح.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : صالح رويبي
المصدر : www.eldjoumhouria.dz