من خلال استعراض تاريخ الحضارات القديمة، تبين لنا أن النشاط البدني للإنسان البدائي كان منصبا بشكل أساسي على الكفاح بحثا عن الطعام. وفي العصر الحجري كما دلت الآثار، اصطدم إنسان الكهوف مع الحيوانات المفترسة وعاش معها بصراع طويل وكثيرا ما كان فريسة لبعض الأنواع منها، لذلك لجأ إلى استخدام الحجارة وصنع بعض الأدوات التي تمكنه من التصدي لها، فكان أولا وأخيرا يعتمد على قوته العضلية، وعندما كان يضطره الأمر إلى الهروب من المخاطر كان لابد له أن يجرب وأن يصارع ويصرع إذا تغلب عليه الخصم. فوجد الإنسان نفسه وسط واقع يقدم على حرب لا مرادة فيها بينه من جهة وبين الطبيعة والوحوش من جهة ثانية، فحاول جاهدا يدفعه حب البقاء أن يستجمع قواه لمجابهة المخاطر من ناحية وأن يؤمن معيشته واستمراره من ناحية أخرى، وبعد تشكيل جماعات من البشر لم يتوقف الإنسان عن الاهتمام بقوته العضلية التي كانت تنمو نتيجة احتكاكه بعوامل الطبيعة القاسية، وهنا أصبح الإنسان يعاني من خطرين اثنين، الأول مع الطبيعة والثاني مع أخيه الإنسان.
وعندما تطورت الجماعات البشرية أكثر وأصبحت القبائل تحلى بشعار "الويل للمغلوب" حيث أن الدمار والبطش بل والإبادة، كانت تلحق بالشعوب المغلوبة، لذلك اهتمت القبائل بتدريب أبنائهم تدريبا قاسيا يضمن لهم المقاومة والصراع ثم النصر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/05/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - لحمر عبد الحق
المصدر : مجلة العلوم و التكنولوجية للنشاطات البدنية و الرياضية Volume 1, Numéro 1, Pages 14-27