المرأة المبدعة في المنظور الثقافي العربي

الملخص: إن مناهضة أشكال التحيز في التراث الثقافي الأدبي واللغوي والشعبي من أهم أفكار النقد النسوي الغربي، حاول المشتغلون بالنقد النسوي العربي تمثلها واتخاذ مبررات تطبيقها على أرضية نصوصية تراتبية مبتسرة متصلة بالمرجعية الثقافية الخاصة بالمرأة العربية، لكن الأمر لم يسلم من المبالغات ومناهضة المركزية الذكورية المهيمنة على الإبداع، للسقوط في مركزية النص ومركزية الكلمة المسيطرة على كل المقولات المجاورة. وكانت محاولات كثيرة لاستقراء ثقافة التراث والإجابة واحدة متطابقة، هي حضور الفحولة غياب الأنوثة، وتغير الموقع في الخطاب الأدبي الأنثوي للمرأة الموضوع إلى المرأة الذات، يتطلب تغييرا في الذهنيات المواكبة لهذا التغيير الحضاري؛ لأن الأمر له علاقة بالمجتمع، تسيطر عليه شبكة كبيرة من العلاقات البانية لأواصره والمتعلقة أيضا بموروث ثقافي ضخم يمثل السلطة المحددة لموجته، يتموضع في أطر معرفية تداولية كاللغة وطابعها الإلزامي، المتشبعة بالقيم التراثية النخبوية والموروث الشعبي الذي يرمي بجذوره في الأسطورة والخرافة والحكاية الساذجة للحياة اليومية، لإحياء نماذج للعادات والتقاليد متناقضة لا تعرف الثبات والحقيقة، متعددة الروافد، لأن المرجعية التي تهيمن على صورتها ليست واحدة، فيها شيء من الأسطورة والخرافة وشيء من الدين، وشيء آخر من الثقافة الوافدة من الغرب.