لحفظ القرآن ونهل أصول الدين
المدارس القرآنية وجهة الأطفال خلال العطلة الصيفية
تحول اهتمام الأسر خلال العطلة الصيفية إلى تسجيل ابنائها عبر المدارس القرآنية التي تفتح ابوابها في الفترة الصيفية فلم تعد الشواطىء ونسمات البحر تسيل لعاب الأطفال ولا الأولياء وإنما تُستغل الفترة الصيفية في نهل علوم الدين وقواعده وحفظ القرآن الكريم وتنوير عقل الأطفال بشعاع العلوم الإسلامية لاسيما وان أغلب الأطفال المدمجين بالمدارس القرآنية هم من النجباء في المدارس وأثبتوا جدارتهم في الأقسام الدراسية فالمدارس القرآنية هي تكملة للمدارس العمومية في التعلم وحفظ القرآن واكتساب المهارات اللغوية بحيث يزداد اهتمام الأولياء بتلك المدارس سنة بعد أخرى لاسيما وأنها تلعب دور هام في تقويم السلوك وتنشئة الأطفال تنشئة سليمة ترتكز على قواعد الإسلام وأصوله.
نسيمة خباجة
انتشرت المدارس القرآنية المعتمدة من طرف الدولة عبر العديد من ولايات الوطن وتشهد إقبالا منقطع النظير من طرف الأولياء بغية ادراج ابنائهم على غرار ولاية ورقلة التي عرفت إقبالا كبيرا للأطفال مع بداية كل عطلة صيفية على المدارس القرآنية والمساجد حيث تحرص العائلات الورقلية مع نهاية كل موسم دراسي على تسجيل أبناءها للإلتحاق بهذه المدارس والزوايا لتعلم وحفظ القرآن العظيم على أيدي شيوخ وأئمة مؤهلين ومتطوعين.
اغتنام العطلة لحفظ القرآن
وما أن يضع هؤلاء الأطفال محافظهم المدرسية حتى يشرعوا في متابعة دراسة من نوع آخر واستعمال أدوات تعليمية خاصة كاللوحة والقلم الخشبي و الدواية أو المحبرة (قنينة الحبر التقليدي) وهي الأدوات التعليمية التقليدية التي يتسلحون بها وهم متوجهين إلى المساجد والزوايا لتعلم أجزاء من كتاب الله العزيز الحكيم.
وتعول أغلب العائلات الورقلية على الفترة الصيفية للإستفادة منها من خلال تمكين الابناء من تحصيل جانب من العلوم الشرعية سيما منها حفظ حصص من القرآن العظيم عبر مختلف المرافق الدينية المنتشرة بالمنطقة بغرض عدم تفويت الفرصة عليهم في هذا المجال الديني نظرا لأن أغلبهم لا تتاح لهم فرصة الإلتحاق بالمدارس القرآنية أثناء الموسم الدراسي الرسمي.
المساجد وقاية من الانحراف
وعبرت السيدة زهرة (أم لثلاث أطفال) عن فرحتها الكبيرة لمداومة أطفالها على مسجد الحي خلال كل عطلة صيفية لتعلم القرآن مما ساعدهم -حسبها- على تحسين قواعد اللغة العربية لديهم وأيضا ساهم هذا النوع من التعليم في تطوير مستواهم وتوسيع مداركهم التعليمية وبالتالي الحصول على نتائج دراسية جيدة و يري أولياء آخرين من جهتهم أن لجوئهم إلى هذا النوع من التعليم في فصل الصيف يعود إلى تخوفهم من أوقات الفراغ الطويلة لأبناءهم وما يطرح ذلك من أخطار السقوط في أوحال الآفات الإجتماعية في ظل انعدام وسائل التسلية والترفيه في مثل هذه المناطق من جنوب الوطن.
رغبة كبيرة من طرف الأطفال
وأجمع أغلب التلاميذ في انطباعات رصدتها وكالة الأنباء أن العطلة الصيفية تعد فرصة لا تعوض لحفظ القرآن العظيم رغم أنهم يتابعون ذلك خلال الموسم الدراسي العادي إلا أنهم خلال هذه الفترة يتفرغون أكثر لتعلم الأحاديث النبوية والمتون وسور قرآنية بتركيز أفضل.
ويقول في هذا الصدد الطالب عزيز (15 سنة) تلميذ في الطور الثانوي: لم أتمكن وبسبب البرنامج التعليمي المكثف من الإلتحاق بالمدرسة القرآنية وتعد العطلة الصيفية فرصة كبيرة حيث أتردد على مسجد الحي في كل عطلة. لقد عاهدت نفسي على ختم كتاب الله العزيز الحكيم خلال هذه العطلة .
أما مريم ذات الأربعة عشر ربيعا فأعربت عن رغبتها في تعلم و حفظ القرآن الكريم خلال العطلة الصيفية لأن لديها الوقت الكافي لذلك وهي تدرس وتحفظه بالمنزل تحت إشراف مدرستها وقد حفظت نصفه تقريبا.
وتعتمد عملية التعليم على كتابة آيات الذكر الحكيم على الألواح وحفظها والقراءة الجماعية للحزب المقرر وعرضها على المدرس ومحوها بعد ذلك قبل الإنتقال إلى سورة جديدة هذا إلى جانب تعليم الكتابة والترتيل الصحيح ومخارج الحروف.
ويقول تقي الدين مدرس بالمدرسة القرآنية بمسجد الفجر بحي النصر (الضاحية الغربية لمدينة ورقلة): نستقبل أزيد من 400 تلميذ من مختلف الأعمار خلال كل عطلة صيفية وقد لاحظنا خلال السنوات الأخيرة رغبة واهتمام كبيرين للأولياء بخصوص توجيه أبنائهم نحو المدارس القرآنية.
دعوة إلى تخصيص أقسام خاصة
يفضل عدد من الأئمة ومدرسي القرآن الكريم بورقلة تخصيص أقسام خاصة لإستقبال الأطفال الراغبين في هذا النوع من التعليم خلال العطلة الصيفية لتخفيف الضغط على المدارس القرآنية ويقول في هذا الشأن إبراهيم قريشي (مدرس متطوع بالمدرسة القرآنية طالب نذير بالرويسات ) أن أغلب العائلات تسجل أبناءها خلال فترة الصيف لتعلم القرآن العظيم مما يشكل ذلك ضغطا على المدارس القرآنية والمساجد أيضا .
وأوضح أن هذه المدرسة القرآنية تستقبل أزيد من 80 تلميذا جديدا كل عطلة مما يطرح -حسبه- مشاكل عدة سواء من حيث ظروف الإستقبال أو فعالية التدريس.
وبرمجت مبادرات تطوعية من طرف طلبة ممن ختموا كتاب الله العزيز الحكيم لتدريسه في تلك الفترة وذلك بهدف تغطية النقص المسجل في طواقم المدرسين ويوجد من بين هذه الفئة أمينة (38 سنة) وهي مدرسة بمسجد محمد المغراوي بحي أولاد نصير بوسط مدينة ورقلة والتي تضمن هذا العمل التطوعي منذ 12 سنة حيث تحرص على تحفيظ أزيد من 100 تلميذا خلال الفترة الصيفية.
وتعد ولاية ورقلة واحدة من الولايات التي يتوج طلبتها بالمراتب الأولى وطنيا في حفظ القرآن العظيم حيث تحصلت عديد المدارس القرآنية على المراتب الأولى سنويا من حيث عدد التلاميذ الحافظين للقرآن الكريم من كلا الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية.
ويحصي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف بولاية ورقلة أزيد من 400 مسجد و27 زاوية و30 مدرسة قرآنية حسب معطيات مديرية القطاع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/06/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com