المخرج محمد يرقي لـ”الفجر” “وشوشة الفقارة” عمل قارب بين ثقافتين مختلفتين من منطقة واحدة

نوه المخرج محمد يرقي بأن فيلمه الوثائقي “وشوشة الفقارة” الذي جمع عمله باحثين في الأنثـربولوجيا ومختصين في الموسيقى، يهدف إلى التقرب أكثـر والغوص داخل واقع التقاليد والحياة لمنطقتي الڤورارة والتوات الواقعتين بأدرار، وكذا نقل ثقافتهم بالوصف والمعلومات العلمية التي تم توظيفها، بينما يظل العنوان عبارة عن وشوشة وهمسة من ثقافة هذه المنطقة الكبيرة من الصحراء الجزائرية.قال محمد يرقي في حديث جمعه بـ”الفجر” أول أمس على هامش عرض فيلمه الوثائقي الموسوم بـ”وشوشة الفقارة” بقاعة السينما جمال الدين شندرلي بتلمسان، أن العمل استطاع المقاربة بين ثقافتين مختلفتين في التقاليد والعادات، حيث صور بطريقة تجمع بين المعلومات التاريخية والعلمية والوصف الجمالي، جملة من المشاهد المتعلقة بعديد الرقصات والأغاني الدالة على تراث وتاريخ المنطقة وسكانها منذ ما يقارب 15 قرنا ومنها رقصة “برزنة”،”صارة” و” أهليل”، مشيرا إلى أنه لم يستثن التطرق إلى طريقة الري التقليدية المعروفة بـ”الفغارة” على أنها أصل كل التقاليد والطقوس الدينية والفنية التي تعرف بها هذه المنطقة، كما أنها تعد بمثابة همزة وصل بين قبيليتي الڤورارة الزناتية البربرية والتوات العربية نتيجة إسهامها منذ ابتكارها في تشكيل ثقافتهم وعاداتهم وكانت سبب تعمير المكان بالأهالي، باعتبارها منبع المياه، حيث أوضح بأن عنوان العمل الوثائقي الذي يهدف إلى حماية التراث والثقافة الشفهية الجزائرية من الزوال، كان من المفروض أن يعالج جوانب الفرق بين طقوس وعادات هؤلاء، لاسيما فيما يتعلق بالجانب اللغوي والديني، فقد تم تغيير السيناريو فيه لأنه تمكن من فرض نفسه خلال التصوير ومعايشة حياة الناس هناك، إذ أعطى للفيلم بعدا ثقافيا واسعا أريد عبره نقل الأحداث والممارسات الاحتفالية التي تختلف من مناسبة لأخرى، على غرار المولد النبوي، الزواج، التويزة، غناء تلقيح النخيل وغيرها، وفي نفس السياق يرى المخرج اختياره لعنوان “وشوشة الفقارة” أنه قطرة من بحر واسع وبداية تحتاج إلى إنجاز مجموعة كبيرة من الأعمال الوثائقية سواء أفلام أو بحوث أو إنتاج كتب تجسد وتحمي ثقافة وتراث هذه القطر الشاسع من الوطن.تلمسان: حسان مرابط