ينتابك شعور بالإعجاب والانزعاج في آن واحد وأنت تشاهد الفيلم الكويتي "سيناريو" الذي دخل منافسة الأفلام الطويلة في مهرجان وهران للفيلم العربي. مغامرة شبابية مليئة بالحركة والأكشن والترقب على الطريقة الأمريكية، أخرجها وكتب فصولها طارق الزامل بعيدا عن كلايشهات المواضيع المتعارف عليها أو المتوقعة.يروي الفيلم قصة منتج ومخرج أفلام يقرر تصوير عمله من إمكاناته المادية، فيستدعي رفاقه وأصدقاءه، يطلب منهم خوض غمار التجربة التمثيلية.
ولأجل ذلك يستأجر بيتا نائيا سيكون مسرح الأحداث كلها، إلا أنه لم يكن يدري أن سيناريو ثان سيكتب بقدرة قادر، وسيكون هو جزء من الوقائع المؤلمة. اجتمعت الممثلتان يلدا وشوق أمام محمد اكوى، مشعل مرافع، بحر البحر، عيسى طيب، عادل جعفر، حمد سعد، جمال الباشا، هاني أحمد وآخرين، أدارهم الزامل طيلة 113 دقيقة كاملة، يشعر المتفرج أنها طويلة نوعا ما، لولا فكرة اللقطات المضحكة التي جاءت نافذة لتهوية الفيلم الغارق في الأسرار وترقب المقبل من أحداث صيغت في إطار حبكة درامية ملفتة، خاصة عندما تعرضت "يلدا" الممثلة الرئيسية لحادث مميت، بعد أن نجت من طلقة مسدس حقيقي ظن رفاقها أنه فارغ. وفي خضم المفاجأة يقرر المخرج أن يخفي الحادثة، وبدل إخبار الشرطة، يتمادى الشر بين أعضاء المجموعة، ويقررون احتجاز صديقتها وابنة عمها، ورفيق ثالث معهم رفض التكتم عن الواقعة.
صراع طويل على مدار دقائق العمل، تم داخل بيت المزرعة البعيدة، وبعض المشاهد الخارجية على الطريق السريع، حيث ظهرت سيارات فخمة من علامات مشهورة، بينت بذخ المجتمع الكويتي، إلا أن طارق الزامل فضل في كل مرة أن يأخذ لقطة قريبة جدا من لوحة ترقيم السيارات المكتوب عليها "دولة الكويت". ولا تنتهي الرموز في الفيلم، في غمرة الأكشن، حيث يسجل المخرج التفاتة إلى وأد البنات من خلال لقطة دفن "شوق" حية لإسكات صوتها، وكذلك مظاهر اجتماعية أخرى مثل سلطة المال وضعف صاحب العلم وغيرها. ثنائية الخير والشر التي لعب عليها الزامل، رغم قدمها إلا أنها في الفيلم الكويتي أظهرت وجها مغايرا للسائد في الأعمال الدرامية للبلد ذاته، حيث تعالج موضيع اجتماعية بالدرجة الأولى.تعرض الفيلم إلى انتقادات كثيرة في الصحافة العربية، فيما رحبت أخرى بالتجربة الفتية التي تضاف إلى مسار المخرجين الشباب الذين يغامرون في مجال سينمائي قاحل في الكويت. وأكبر الانتقادات وجهت لطاقم الممثلين الذين وصفوا بالبسطاء، باستثناء حسين داود ويلدا وشوق، حيث ألقي اللوم على المخرج في عدم استغلاله لقدرات الممثلين الثلاثة لبناء هيكل عمله، واكتفائه ببحر ورفاقه في مهمة "شاقة". ما دفع تلك الصحافة إلى وصف "السيناريو" بالفيلم الاستعراضي و ليس سينمائيا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/09/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نبيلة س
المصدر : www.djazairnews.info