أكد المحلل السياسي الليبي، فرج المغربي أن هناك نزيفا حادا للسلاح على الحدود الجزائرية الليبية، موضحا في حوار مع "البلاد"، أن هوية الأسلحة التي يتم تداولها ليست ليبية وإنما متعددة الجنسيات، فمن غير الممكن أن يغطي سلاح "معمر القذافي" احتياجات هذا الكم الهائل من المسلحين في البلاد. كما أبدى المتحدث تفاؤله تجاه ما يحصل من تغيرات على الساحة السياسية الليبية، داعيا إلى ضرورة إيجاد حلول عاجلة للانفلات الأمني في بلاده.ما هو تقييمك للوضع الليبي الراهن، خاصة الجانب الأمني منه؟سأستهل حديثي، بالجانب السياسي، لأن الأخير من شأنه إصلاح الوضع الأمني كما يمكنه المساهمة في الوضع أكثر. ما تمر به ليبيا من أزمة في الوقت الراهن، هو عبارة عن تحد كبير، قد يكون الأكبر في تاريخها، والأهم حتى من إسقاط القذافي ذاته من الحكم، نحن الآن أمام تحدي إنشاء جهاز سياسي وأمني قوي، من شأنه إعادة ليبيا لاستقرارها المعهود. ورغم كل ما يحصل، لا يمكننا إلا أن نتفاءل ونقول إنها ستعود لسابق عهدها، وستشهد ليبيا خلال المراحل المقبلة تحسنا رغم اضطراباتها من خلال تكليف رئيس أركان جديد، فالأول تم تعيينه من قبل المؤتمر الوطني الذي انتخبته أحزاب ليبية لا ترى من الوضع سوى مصالحها الشخصية، وآخر لا يهمها استقرار البلاد ومصلحة الشعب، ولكن بعد أن أمسك مجلس النواب بذمام السلطة بعد أن تم انتخابه لا يمكن علينا إلا أن نتفاءل وأن نستبشر خيرا، لأن الشعب هو من اختار لأول مرة، لذلك لن نحكم عليهم من الآن بل سنعطيهم فرصة لإثبات حس النية.قد يبدو الحديث عن استقرار تام لليبيا بعيدا نوعا ما، ولكن على الأقل هل يمكن الكلام عن بوادر استقرار؟نحن دائما ننتظر تحسن الوضع، خاصة مع التغييرات السياسية، التي تحدث على الراهن الليبي. انتشار السلاح في ليبيا والميليشيات كما سبق أن ذكرت؛ أغلق معظم أبواب الحلول الأمنية والدبلوماسية، وبالتالي من الصعب جدا أن يتم السيطرة عليه في ظل ما يحدث في العالم أيضا، ولكنني أتوقع انفراجا أمنيا على الأقل على مستوى مؤسسات الدولة.تتحدث عن سلاح المليشيات.. هل من الممكن أن يكون كل هذا السلاح الذي تغرق فيه ليبيا هو فقط ذلك الذي تركه عهد القذافي؟من هم الآن على رأس السلطة في ليبيا سهلوا مهام المليشيات، ولم يؤدوا دورهم كما يجب، الأكيد هو ما يستعمل في الشارع الليبي من سلاح ليس فقط ما تركه القذافي وإنما هناك "بارونات" دولية و"مافيا" كبرى، تعمل في سوق التجارة بالسلاح، تستثمر هذه "المافيا" في السوق الليبية الخصبة والهشة في آن واحد، خاصة أن الميليشيات الليبية على أتم الاستعداد لاقتناء السلاح بأنواعه ودرجاته، لا أريد الحديث والتطرق للدول التي تمول تسويق السلاح في ليبيا ولكنها معروفة لدى الشارع دون أن أشير إليها، ولهذا أقول إن السياسة هي من تستطيع الوقوف في وجه هذا الشتات الذي تعيشه ليبيا، وقد انتهت ولاية المؤتمر الوطني والجهة الشرعية الوحيدة المخولة لقيادة البلاد هي مجلس النواب الذي نترقب أن تكون قراراته صارمة وحازمة.تتخوف الجزائر ودول الجوار الليبي، من هذا الاتجار الصاخب بالسلاح، هل يمكن الحديث عن تهريب للسلاح الليبي نحو الجزائر؟أكيد، هناك نزيف للسلاح من ليبيا إلى الجزائر بحكم الحدود المشتركة، وكل الدول التي لديها حدود مع ليبيا أكيد أنها تستقبل السلاح من الميليشيات، ففي ظل الانفلات الأمني من غير المعقول أن ننكر العمليات التي تجري على الحدود الجنوبية الشرقية مع الجزائر، كدولة شريكة في الشريط الترابي بين البلدين، ومن حق الجزائر اتخاذ أي تدابير لحفظ أمنها وأمن أراضيها، ومن حقها إغلاق الحدود حفاظا على استقرارها، الشعب الليبي يعرف ويعي مدى العلاقات التاريخية والإنسانية التي تربطه بالجزائر، ولكن هذا لا يمنع أن ما تعيشه ليبيا حاليا وضع استثنائي مؤرّق لها ولدول جوارها أيضا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/09/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فاطمة حمدي
المصدر : www.elbilad.net