الجزائر

المجتمع يستغل ذلك كدليل إدانة ضد المرأة المطلقات قبل "الدخلة".. متزوجات مع وقف التنفيذ



المجتمع يستغل ذلك كدليل إدانة ضد المرأة               المطلقات قبل
يأتي في المرتبة الثالثة من حيث أنواع الطلاق لم يتوصّل المجتمع إلى تقبّل أبغض الحلال متأثرا بالحالات المأساوية التي تؤول إليها عائلات بأكملها من جرائه. وبعيدا عن النتائج التي تتمخض عن الطلاق إذا حدث قبل البناء، والعديد من الانتقادات التي تتحمّل المرأة الجزء الأكبر منها عندما تلازمها صفة المطلقة في المجتمع الذكوري الذي يرفض اعتبار ضحية الطلاق قبل الدخول عروسا كاملة. تصطدم الكثير من علاقات الزواج بالفشل في مرحلة جد متقدمة من بدايتها، وبين الاختلافات الجوهرية والتقصير في الالتزام بالشروط المتفق عليها قبل الزواج، وبعد أن تقع الفأس في الرأس ويتم إبرام عقد الزواج يجد البعض الطلاق نتيجة حتمية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لتتحول من كانت مخطوبة بين الناس إلى مطلقة. هذه الكلمة التي ترعب الكثيرات بمجرد نطقها خاصة وأنها سترافقهن طول حياتهن بدءا من كتابتها وبالبند العريض في شهادة ميلادهن. هي الحقيقة التي كشفت عنها الكثيرات ممن خضن هذه التجربة، وفتحن قلوبهن لـ”الفجر”. أزواج يضعون حدا لعلاقاتهم قبل الزفاف لعدم جدواها كشف المحامي عمار خبابة في اتصال مع “الفجر” أن ظاهرة الطلاق قبل البناء أصبحت متواجدة بكثرة في المحاكم الجزائرية، حيث احتلت مرتبة متقدمة في أنواع الطلاق الذي يعرف انتشارا مخيفا في المجتمع، خاصة بعد تسجيل أزيد من 50 ألف حالة طلاق في السنة الماضية، مرجعا أسباب الظاهرة إلى العديد من الاختلافات التي تحدث بين الزوجين قبل الزفاف والتي تصب في مجملها حول الاختلافات الشخصية وإشكالية السكن في بيت العائلة، مستشهدا في ذلك بالعديد من القضايا التي وردت عليه، والتي تجاوزت فيها العلاقة بين الخطيبين الست سنوات ليقررا في الأخير الانفصال لأنهما غير قادرين على الاستمرار، بعد اكتشافهن للعديد من التناقضات التي تحول دون تمكنهما من تكوين أسرة.  وقد أكد في نفس السياق، أن النساء هن الأكثر تضررا من جراء الطلاق قبل البناء، على اعتبار التبعات الاجتماعية وحتى القضائية التي تتخبط فيها النساء بعد إلغاء عقد الزواج الشرعي وتسجيل ذلك لدى مصالح الحالة المدنية.  فتيات يخجلن من كلمة “مطلقة” على شهادة الميلاد لم تتوصل الكثير من الفتيات إلى تقبّل فكرة أن تكون مطلقة قبل أن تتزوج. وهو ما حاولت شرحه شهرزاد 28 سنة، التي خطبت لابن خالتها لمدة تجاوزت الخمس سنوات، وبسبب مشكل بين العائلتين قررا الانفصال بعدما مضت ثلاث سنوات لتسجيلهما لعقد الزواج في الحالة المدنية، وبعد الانتهاء من إجراءات الطلاق تفاجأت بوضعها المدني الجديد، فهي قد أصبحت مطلقة رسميا. وأمام نظرات الناس المجحفة فهي ترفض أي حديث عن تجربتها أو حتى خطبتها. نفس الشيء بالنسبة لشابة أخرى لم يتجاوز سنها العشرين عاما، والتي التي تعتبر نعتها بمطلقة حكم غير عادل، من منطلق أن الأعراف الجزائرية واضحة حول الموضوع وأن علاقة الفتاة بخطيبها لا يتسبب فسخها في طلاق، في حين تنصح المقبلات على الزواج بعدم التسرع في وضع العقد الشرعي حتى لا يذقن ما أسمته مرارة الطلاق على الورق. رجال يأبون الارتباط بالمطلقة على الورق  يحكم الكثير من الرجال على من سبق لها الخوض في تجربة زواج على الورق بالإعدام، فهم يرفضون الزواج ممن سبق لها وأن خاضت تجربة الارتباط بشخص آخر قبله. وحتى وإن لم تدم هذه العلاقة، فها هي أسماء 24 سنة مثال حي عن ذلك، فهي طلقت بعد خطبة دامت ثلاث سنوات، وتواجه رفض كل خاطب يطّلع على الأمر لدرجة أنها قررت عدم التفكير في الزواج لأن لا أحد يقبل وضعها، ونفس الوضع يواجه الكثيرات. من جهتهم، الرجال وعلى لسان بعضهم عرفنا تحفّظهم من الأمر، فسعيد 32 سنة يقول حول الموضوع “بكل الصراحة لا أحبّذ فكرة الارتباط بمطلقة ولو كان ذلك على الورق فحسب، لا يغير من الأمر شيئا فالعلاقة بين المخطوبين تجاوزت بكثير ما كانت عليه في الماضي”. هي الفكرة التي برّر بها الكثير من الشباب الذين قابلناهم رفضهم الزواج من مطلقة غير مدخول بها. قضايا إثبات نسب..من نتائج الطلاق قبل البناء وفي نفس السياق، يوضح المحامي خبابة أن هناك من التعقيدات التي تنجم عن الطلاق قبل البناء، يتعلق بقضايا إثبات النسب، فالكثير من الشباب يخوضون في العلاقة بعد العقد الشرعي، وهو ما يشكل منعرجا خطيرا في حال الوصول إلى الطلاق قبل الزفاف، وهو ما أفرز العديد من قضايا إثبات النسب التي رفض فيها الرجال الاعتراف    بأبنائهم ممن عقدوا قرانهم بها على الورق لتفصل في الأمر الفحوص الطبية.  من جهة أخرى، فقد طرح محدثنا مشكلة المهر والذي يحكم القانون في مثل هذه الحالات على المرأة بإرجاع نصفه إلى الزوج، ولكن في حال عدم حدوث خلوة شرعية بينهما، فذلك يجعل من حق المرأة الاحتفاظ بمهرها كاملا، معبّرا عن عدم تطبيق هذه الجزئية من طرف العائلات لعدم التشهير بسمعة المرأة.  “عدم تعجيل العقد الشرعي يجنّب تبعات الطلاق قبل البناء” وفي سياق متصل، اعتبر السيد خبابة الطلاق بعد البناء أرحم بكثير من الطلاق بعد الإنجاب وتكوين أسرة، فهو القرار الصائب بفض العلاقة الزوجية والذي يستحسن اتخاذه في وقت مناسب قبل الخوض في مؤسسة الزواج وإنجاب الأطفال. ولتفادي كل تبعاته وانعكاساتها على الطرفين، فقد نصّ على عدم التعجيل بالعقد الشرعي وإرجائه إلى فترة وجيزة قبل حفل الزفاف. فيروز دباري الإمام ليشاني يؤكد “تجاوز مدة الخطبة سنة قد تدخل الخطيبن في الكراهة التحريمية” أفاد عبد الكريم ليشاني، إمام ورئيس مكتب التعليم والثقافة الإسلامية بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر العاصمة، أن ظاهرة تطليق المرأة قبل الدخول بها صارت موضة وعادة في المجتمع الجزائري، خاصة بالنسبة للفتيات والشباب المقبلين على الزواج، وأرجع أسبابها لنقص الوعي ولعدم الشعور بثقل المسؤولية ومخاطرها وكذا آثارها المستقبلية.  قال الإمام ليشاني إن بعض الشباب يتصرفون في بعض الأحيان بتصرفات لا تمت إلى للدين بصلة، حيث يرغب البعض منهم في الارتباط بمن اختارها شريكة لحياته ثم يصرف عنها النظر بعد انقضاء مدة معينة قد تتجاوز السنة أو السنتين من الخطبة، مشيرا إلى أن هذا الأمر مناف ولا تستسيغه مقاصد الشريعة الإسلامية خاصة وأن الفقهاء أكدوا وألزموا وأوجبوا على أنه لا ينبغي أن تتجاوز مدة الخطبة وبين الدخول سنة قائلا “بأنها تدخل في الكراهة التحريمية بمعنى قد تتجاوز العلاقة حدودها”. ففي هذه الحالة قال بعض الفقهاء إنه يلزم عنه من مخاطر الانفصال خاصة وأن أخلاق الناس في هذا الزمن قد تدهورت بشكل مرعب ولم يعد المجتمع الذي يزوج المرأة بواسطة الكلمة. وفي السياق ذاته، قال محدثنا إن الإجراء الإداري من خلال توثيق العقد في البلدية قبل الخطبة يعد ضمانا وحماية للحقوق القانونية للمرأة والرجل معا حتى لا يكون أي أحد منهما معرض لهزات أخلاقية عنيفة قد تضر أحد الطرفين. وأما في ما يخص حكم الشريعة من المهر المقدم قبل الزواج، أوضح ذات المتحدث أنه إذا كانت رغبة الانفصال من الرجل وقد دفع الصداق قبل الخطبة بحضور الشهود ووقع واقع جعلهما ينفصلان قبل الدخول فإنها ترد نصف الصداق، وأما إذا كان العكس ورغبت الفتاة بالانفصال عن خطيبها الذي لا يتمتع بالكفاءة والأخلاق والإخلاص للحياة الزوجية فترد إليه جميع صداقه وأما عن الهدايا المقدمة من طرفه فهي ترجع لرغبتها واختيارها من الناحية الشرعية.  الأخصائية الاجتماعية تيجاني  “الطلاق قبيل الدخول قد يدفع المرأة إلى الانحراف” من جهتها، قالت تيجاني ثريا، أخصائية في علم الاجتماع إن النظرة السيئة للفتاة المطلقة سواء قبل الدخول أو بعده سائدة في مجتمعنا، حيث ينظر إليها دائما بنظرة انتقاص دون أن يتدخلوا في التفاصيل والأسباب، ويرجعون اللوم عليها، مشيرة إلى أن هذا لا يمنع في أن يكون هناك من يحاول أن يبرر موقف المرأة من طلبها للطلاق. وأضافت الأخصائية الاجتماعية أن هناك بعض العوامل التي تؤثر في المرأة المطلقة قبل الدخول كالبيئة والمحيط الذي تنتمي إليه، حيث يضغط هذا الأخير عليها ويجعلها تصنّف ضمن خانة المذنبات أو اللواتي يبعن شرفهن أو ما شابه ذلك، بالإضافة إلى قوة الشخصية وكذا التربية الأخلاقية التي تترك أثرا كبيرا وقد تنظر إلى الرجل بنظرة عدائية.  وأما عن الحالة النفسية للمرأة المطلقة قبل الدخول بها، قالت الأخصائية إنها مرتبطة بنظرة المجتمع، وتصبح نفسيتها محطمة لدرجة أنها تفقدها الأمل في المستقبل وهذا ينعكس على بعض النساء اللاتي تكون شخصيتهن ضعيفة وقد يؤدي بهن الأمر إلى الانحراف بعد أن يشعرن بأنهن منبوذات وأن لا أحد سيتقدم لخطبتهن وربما قد يعزفن عن الزواج دون انحراف”. إيمان خباد


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)