الجزائر

المجاهد والمفكر الحاج محمد عبد الوهاب في ذمة الله



المجاهد والمفكر الحاج محمد عبد الوهاب في ذمة الله
انتقل الأسبوع الماضي إلى رحمة الله، عن عمر يناهز 91 سنة، الحاج محمد عبد الوهاب، أحد رموز الثورة والنضال في سبيل تحرير الوطن والحفاظ على الهوية الوطنية، بالمنطقة السادسة التابعة للولاية التاريخية الرابعة.وقد عرف المجاهد والعلامة عبد الوهاب الحاج محمد بخصال التواضع وزهده وترفعه عن الماديات، وتشبعه بعلم واسع ومعرفة ثرية في الفقه والدين والتاريخ والنسب، حيث لا تكفي الكلمات عن وصف سيرة الرجل الذي كان يتقرب منه الباحثون في التاريخ لإثراء بحوثهم بشهاداته الخالية من أي شبهة أو خطأ، بحكم الذاكرة القوية التي كان يتمتع بها وإلمامه بجميع شؤون المنطقة الثورية ومحطاتها التاريخية، حيث انضم المجاهد الحاج محمد عبد الوهاب إلى الثورة المباركة منذ انطلاقها في 1954، حيث كان فدائيا مسبلا، كلف بالاتصال العسكري في سنة 56 وتعرض لأبشع أنواع التعذيب والاستنطاق بعد القاء القبض عليه في سنة 1957، بعد العثور على رسائل ومخطوطات بخط يده كانت تشجع على العمل الثوري والانخراط في صفوف جيش التحرير الوطني، وتقلد الفقيد مهام رئيس أول مكتب لقسمة جبهة التحرير الوطني لمعسكر بعد الاستقلال، قبل أن يقلد في مهام مسؤول عسكري على الجهة الثامنة لمدينة معسكر من طرف قيادة أركان جيش التحرير الوطني، وفضلا على وطنيته الخالصة وإخلاصه للوطن، كان للمجاهد المرحوم علاقات وطيدة بمسؤولين في جبهة التحرير الوطني، ومن خلال عضويته في النادي الرياضي التاريخي «الغالية»، واصل الفقيد نشاطه النضالي في مختلف فعاليات المجتمع المدني، حيث عمل مرشدا للمناهج الصوفية وشديد الحرص على تنظيم التظاهرات العلمية والثقافية والتاريخية، وأسس رفقة المرحوم قاصدي مرباح والمجاهد أحمد زوهري الاتحادية الوطنية للفروسية التقليدية، وكان أحد مؤسسي الجمعية الوطنية لمساعدة المسنين، كما عرف بنضاله في سبيل القضية الفلسطينية والقضايا الوطنية، ومدافع شرس عن التاريخ الجزائري والهوية الوطنية. المجاهد الحاج محمد عبد الوهاب، نجا من محاولة تفجير بيته من قبل الجيش السري بشهادة من عائلته الكبيرة وأحفاده، الذين تطلعوا لجمع أكبر قدر من شهاداته التاريخية عن الثورة، بحيث كان مرجعا هاما لفترة الأربعينيات حتى الثمانينيات، وموسوعة علمية ثرية تؤكدها مكتبته الشخصية المليئة بالمخطوطات التاريخية القديمة والكتب النادرة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)