الجزائر

المجاهد والباحث خالد عباس:‏الثورة الجزائرية بحاجة لبحوث أكثر




قلة المراجع التاريخية حول مظاهرات 11 ديسمبر، دفعت بالمجاهد والباحث خالد عباس إلى التفرغ للبحث عن بعض الحقائق وتأريخها، حتى تظل راسخة في أذهان جيل الاستقلال، ولتكشف في ذات الوقت عن مكر ووحشية المستعمر الفرنسي، ولأن المجاهد خالد عباس كان من بين المناضلين في مظاهرات 11 ديسمبر وكان عمره وقتذاك 19 سنة، تحدث لـ ''المساء'' على هامش الندوة الصحفية التي انعقدت بمنتدى المجاهد عن دوره بمقاطعة باب الوادي التي قال عنها إنها كانت من أكثر أحياء العاصمة التي سفكت بها دماء الشهداء من النساء والأطفال.
قال المجاهد خالد عباس في بداية حديثه إنه من مواليد 16 أفريل 1936بسيدي خالد، أدرك منذ نعومة أظافره قيمة الحرية، وحُلم الشعب في الاستقلال، فكان واحدا من الذين شاركوا بقوة في مظاهرات 11ديسمبر، التي أثبتت للعالم كله أن الشعب الجزائري شعب واعٍ لا يرضى بغير الاستقلال بديلا.
تعود الذاكرة بالمجاهد خالد عباس إلى - 11 ديسمبر- المرحلة التاريخية التي أسماه باليوم العظيم، حيث قال ''كان عمري وقتها 19 سنة، كنت أنشط بناحية باب الوادي ، وأذكر أنه بتاريخ 10 ديسمبر أبلغني الأخ مقران ياسف على الساعة العاشرة صباحا، رسالة من طرف سي عبد الرحمان مسؤول عن جماعة الولاية الرابعة، مفادها أن أتولى مهمة خياطة كميات كبيرة من الرايات الوطنية في أقرب وقت، في تلك اللحظة فكرت سريعا فيمن يمكن أن يؤمّن لي هذه الكمية المعتبرة من الأعلام الوطنية، وتذكرت المناضلة عائشة التي كانت تسكن بنواحي السيدة الإفريقية فقصدتها مباشرة، وقدمت لها المال المطلوب لشراء القماش وخياطة الرايات الوطنية. وبالفعل أرسلت زوجها سريعا فأمن لها القماش الأحمر والأخضر والأبيض وبدأت بالعمل في لمح البصر.
وفي صبيحة يوم 11ديسمبر وتحديدا على الساعة السادسة صباحا، كانت الأعلام الوطنية معدة ليتم توزيعها على بعض الإخوة الذين قاموا بدورهم بتوزيعها في كل الأحياء الشعبية في وقت وجيز، على الجماعات التي كانت تستعد للخروج بعد سلسلة الأحداث التي وقعت في كل من بالكور وساحة أول ماي، والتي جاءت عقب إعلان ديغول عن مشروع ''الجزائر جزائرية''، وهو الأمر الذي رفضه الفرنسيون وقالوا الجزائر فرنسية، ما أشعل الفتيل بين الجزائريين والفرنسيين، ويستطرد محدثنا قائلا: ''في تلك الأثناء كنا قد بدأنا في المظاهرات، حيث اصطفت النسوة والأطفال بالمقدمة، وكان الرجال خلفهم، وانطلقنا في كل من واد قريش وزغارة، ومن بين الأمور التي أذكرها جيدا أننا بعد انطلاقنا هجمنا على سجن كان يسمى بسجن النساء بواد قريش، حيث تم إطلاق صراح كل النسوة اللائي أعيد اعتقالهن فيما بعد.
.. حقد وغل الفرنسيين لم يكن لديه حدود، فالإطلاق العشوائي للنار من المستعمر الفرنسي على المتظاهرين مس النسوة والأطفال، يقول محدثنا، وأذكر أن المظاهرات التي شاركنا بها توفي فيها العديد من النساء والأطفال، وهو ما تأكد لي من خلال ما شهدته وقمت به من أبحاث أظهرت لي أن أحياء باب الوادي كانت من أكثر المناطق التي عرفت سقوط عدد كبير من الشهداء بمظاهرات11 ديسمبر.
يملك اليوم المجاهد خالد عباس 200 شريط وثائقي حول الثورة، وبحوزته أيضا 5000 كتاب تاريخي جمعها، منها ما شارك به وقدم بعض الشهادات التاريخية التي عاشها وقال: '' أعتقد أن الثورة الجزائرية بحاجة لمن يبحث فيها أكثر للكشف عن بعض الحقائق التي لا تزال خفية، فمن خلال البحث الذي قمت به، اِتضح لي أن عدد الأطفال الذين شاركوا في مظاهرات 11 ديسمبر واستشهدوا يقدر بـ 320 طفلا، ولا أزال أبحث لأني على قناعة أن الثورة الجزائرية لم تأخذ حقها في التأريخ.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)