المجاهد الصغير محمود مدور.

*التاريخ ينصف رجل من رجالات الجزائر***
إن التاريخ الجزائر لازال يخفي تحت طياته الكثير من وقائع الرجال و بطولات جسام لم تذكر و لكن لن تمحى مدام الإخلاص لازال عنوان يوضع فوق جبين رجالات تلك الثورة التي شهد عليها العدوى قبل الصديق بشراستها وجبروت رجلها
من بين هؤلاء الرجال و أحداثهم التي ساهمت بقليل أو بالكثير لاستعادة الحرية المغتصبة
من ألائك الرجال الذي قال فيهم المولى العزيز القدير
بسم الله الرحمن الرحيم
'' من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديل'' صدق الله العظيم
هذه القصة وقعت في قرية بطلة فهي كانت شاهدة على الاحتلال الفرنسي و على بطولات أبنائها الذي خرجوا من صلبها هم الكثيرين الذين شهد عليهم التاريخ و من شهد عليهم أعظم رجال الجزائر إبان تلك الحقبة على شهامتهم و استماتتهم أثناء المعارك مع المحتل الغاشم فلهذا لا نندهش أن يكون أصحاب هذه القصة أبطلا مدام هم خرجوا من صلب الأبطال و رجال أنشأتهم طبيعته الوعرة و الصعبة وجبالها الشامخة و أضحوا شامخون كشموخ جبالهم و قساة كقسوة طبيعتهم و الامان بحرية الوطن
هذان البطلان من مواليد بلدية يابوس بولاية خنشلة التاريخية هذان البطلان عشقا الحرية و طلبها وهما في سن الطفولة حيث الطفل المستعمر يدرس و يلعب ويمارس حق طفولته أما هذان كان يفكران في حمل السلاح الذي به تكون الحرية في السن الثانية عشرة قاما بعملية ضد العدوى المستعمر الغاشم بدأت قصتهما في توقيت رجولي في عز النهار وشمس مشرقة على كل منطقة في تلك القرية الصغيرة مارس مهمتهما البطولية دون خوف أو رادع له إلا إنهما يطلبان الحرية بطريقتهما الخاصة من تلك القوة التي خربة ديارهم وخطفت أمنهم واغتصبت حريتهم كيف يبالي هذان الطفلان بالموت و هما يطلبان نيل شرف الشهداء و أن تروي بدمائهما الطاهرة ارض أجدادهما و يبقيا عنوان لكل أحرار الجزائر.قصتهما حدثت في سنة 1960 م لقد كان احد المجاهدين يملك فرسا عربية أصيلة و متأصلة بأصالة سكان هذه المنطقة و تعلمت هذه الفرس من مالكها المجاهد الذي يسمى معاش محمد المدعو : بابا استريحفعلمها أشياء يتقبلها العقل ولا يتقبلها في نفس الوقت كانت هذه الفرس صحيح إنها بهيمة لا تعقل و لكن تربت بين رجال فأضحت مجاهدة و يقال أنها لما تكون طائرات تحلق أو صوت الدبابات تقترب فتختباء كما يختباء المجاهدين و كانت أيضا وسيلة النقل لهم و للمؤمنة التي تأتيهم من عند أهلي القرية .....في احد الأيام وقعت معركة كبيرة جرحت هذه الفرس فوقعت أسيرة في يد العدوى الغاشم و أتى بيها إلى مركزيابوس قصد أن يقدم لها الإسعافات الأولية حتى تشفى و بينما وهي ترعى في المرعى تحت اعين حراسهم وفي احد الايام قرر البطل محمود مدود ومعه صديقه مزوزي عمرفتقدما الطفلان منها فهمزا في أذنها بكلمة التي كانت تسمعها إلا من صاحبها فاستأنست لهما فركبها و فرا بها من المركز إلي الغابة نعم تحرر الأسير من أسره الذي لم يطعمه صحيح حيوان ولكن أي حيوان فرس عربي أصيل وتأصل في منطقة أصيلة لا تعترف بشيء إلا بالحرية هي عنوانهم الأبدي والأزلي حتى يرث الله الأرض ومن عليها كيف أن نتعجب لهذا الموقف مدام هما من عائلتين سمتها تزف كل يوم شهداء وتلد رجال ليكون مجاهدين و شهداء كيف نتعجب من هذا إذا عرفنا أنهم خرجوا من صلب رجال لا يعرفون الهون و الذل و الركون للخوف و اليأس نعم هم سلاسلوا لرجال نوفمبر .و لكن القدر غريب جدا لم يرد لهذين البطلين أن يستمرا في كفاحهم للمستعمر المستبد الغاشم نظرا لسنهما .هذان البطلان تم القبض عليهما من طرف هذا العدوى عذبهما وتعذيب لا يطيقه رجال كمل الأبدان نهيك عن أطفال في الثانية عشر من عمر ولكن تحملا ولم يقدما معلومات ولو كانت تافهة تضر برجال لازالوا يتخذون من جبال القاسية هي موطنهم سجنا هذان الطفلان البطلين وهما تحت سلطة عذابين عذاب المستعمر وعذاب الروح لأنهما لن يستطيعا أن يعود للمعاقل الثورة ويكملوا مسيرة التحرر.و لكن فرنسا أرادت أن تستغل هذا الموقف الذي تريد به أن تبين لسكان يابوس حسن نووياها الخبيثة السامة ولكن السكان كانوا أ ذكى من ذكاء هؤلاء المستعمرين طلقوا سراح البطلين من الأسر ليقال إن فرنسا ترأف بالأطفال و ولكن وثائق كثير و صور بآلاف لازالت تشهد على جرائم فرنسا في حق الأطفال العزل قتلت برائتهم في مهدها هذا موقف لا يكفيها أن تغسل عرها في قتل مليون ونصف مليون شهيد و ألاف من العزل شيوخ نساء أطفال و قنابل المغروسة في أرضنا لليوم تفتك بأرواح الجيل الجديد أي موقف هذا يقول أن فرنسااااااا ترأف بالأطفال تفاهة لا يصدقها الفرنسي في حد ذاته فكيف يصدقها الذي اكتوى بنار جنون جرائهم .لقد قدما الطفلان بطولات كثيرة في ساحة الوغى لم تذكر ولكن هذا الذي كشف من الأرشيف الثورةوهذه العملية لم يعترف بها إلا في المدة الأخيرة فقط و نتمى إن يكشفوا لنا عن باقي تفاصيل حياتهم في جبال و معارك التي حضوها
**المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار**