الجزائر

المجاهد اسماعيل إيكري يروي اللحظات الأولى لاندلاع الثورة التحريرية ''رد فعل العسكر الفرنسي بدأ في ثالث يوم باعتقال النساء''



يروي المجاهد اسماعيل إيكري المعروف بالمنطقة باسم سي اسماعيل ، اللحظات التي عاشها ساعات قليلة قبل اندلاع الثورة التحريرية، بمنطقة تادمايت، بولاية تيزي وزو، حيث كُلف رفقة عدد من شباب المنطقة بحرق أشجار الفلين.
روى المجاهد اسماعيل إيكري لـ الخبر بمنزله، بمدينة تادمايت، أنه اُستُدعِي مساء 31 أكتوبر 1954 رفقة عدد كبير من أقرانه بضاحية قرية آيت وارزدين، واعلموا أن الليلة الموالية هي موعد انطلاق الثورة ضد المحتل الفرنسي.
وأضاف المتحدث، أنه تم تقسيم الحاضرين خلال اللقاء، إلى أربع مجموعات، إحداها كلفت بمهمة حرق مصنع للتبغ، وأخرى بإتلاف الوثائق الموجودة بالبلدية، وثالثة بإضرام النار في محطة البنزين الوحيدة المتواجدة بالمنطقة. في حين كان عمي إسماعيل ضمن الفرقة المكلفة بحرق أشجار الفلين.
وواصل المجاهد قائلا إنه ومجموعته حملوا معهم كميات من البنزين، وقاموا برش أشجار الفلين ثم استعملوا عودا من القصب مبللا بالبنزين، ورموه وسط الأشجار، حيث تصاعدت ألسنة اللهب بشكل كبير، وظلت تلك المنطقة إلى اليوم تحمل اسم سيتي إيفركي بالأمازيغية، ومعناه حي الفلين .
وفي اليوم الثالث، أتى أول رد فعل للسلطات الاستعمارية، حسب إسماعيل ايكري، حيث اعتقل العسكر الفرنسي 3 نساء، ولما علم كريم بلقاسم بالقضية، أرسل خطابا للسلطات الاستعمارية، أكد فيه أن الذين خرجوا هذه المرة للثورة لن يتراجعوا وبإمكانكم أن تعتقلوا ما شئتم من المواطنين، لكن ذلك لن يثنينا عن الثورة إلى غاية النصر .
وعن كيفية اختيار المكلفين بتنفيذ العمليات الأولى، ليلة أول نوفمبر ,54 قال محدثنا أن الاختيار وقع على المناضلين الذين كانوا قبل سنوات من اندلاع الثورة ينشطون سياسيا، ويقومون بعمليات تحسيسية للمواطنين، حيث يذكر عمي اسماعيل أنه كان رفقة عدد من أقرانه مكلفين قبل اندلاع الثورة بتوزيع نشرية، تحمل اسم جريدة المغرب العربي سريا، في أوساط المواطنين على مستوى سوق نتلاثة. ويتذكر المجاهد كيف أنهم تصادموا في إحدى المرات مع العناصر الفرنسية، وفروا هاربين، حيث أصبحوا منذ ذلك اليوم محل بحث، وهو ما جعلهم يمتنعون عن التوجه نحو السوق المذكورة.
ومع اعتزازه بالمشاركة في الثورة التحريرية منذ لحظتها الأولى إلى الاستقلال، فإنه بالمقابل يتحسر على الحالة الاجتماعية التي عاشها بعد النصر، حيث قضى حياته عاملا في المزارع إلى خريف عمره، وهو الآن يناهز 89 من العمر، يمشي عمي اسماعيل مستعينا بعكازتين إثر حادث تعرض له، جعله يلازم بيته ويخرج أحيانا بمشقة إلى وسط مدينة تادمايت، لكن ذاكرته لا تزال تحتفظ بأدق تفاصيل ما تكبده خلال الحقبة الاستعمارية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)