المجاهدة عائشة صاحبة 82 سنة .. الفلاحة الرمز

مع بزوغ الفجر ككل صباح مفعم بالحيوية والنشاط تبدأ المجاهدة خالتي عائشة صاحبة 82 سنة حركتها النشيطة حيث تنطلق رحلتها يوميا على الساعة السادسة صباحا باتجاه مزرعتها التي تركها لها زوجها المجاهد، لتعتني بها فتارة تقلم الأشجار وتارة أخرى تغرس الخضروات، فهي تأتي كل صباح مشيا من منزلها الذي يبعد عن أرضها ب 3 كيلومترات متحملة مشقة الطريق في سبيل خدمة الأرض وإتمام مسيرة زوجها، فتجدها تكد وتجد طول النهار، خالتي عائشة لم يمنعها كبر سنها على خدمة مزرعتها بل أكثر من ذلك أبت إلا أن تدخل مركز التكوين المهني لنيل شهادة في تخصص الزراعة بغية تطوير فلاحتها لحصولها على قرض من أحد أجهزة دعم الدولة يمكنها من الذهاب بعيدا في نشاطها وكذا مساعدة أبنائها ال 10 ، وعن تجربتها في مركز التكوين المهني بتنس كشفت لنا « فريدة درامشية « مديرة المركز أن خالتي عائشة تقدمت في عيد المرأة رفقة حفيدتها لتسجيلها للدراسة في المركز، لكن وبعد أن استمعت لبعض الشروحات والتخصصات التي يتيحها المركز أعجبت خالتي عائشة بتخصص الفلاحة وطلبت من القائمين على مركز التكوين المهني الشهيد عبد القادر الجيلرة بتنس ، بتسجيلها لتتعرف أكثر على تقنيات الفلاحة ، بحيث لم يمنعها تقدمها في السن من خوض تجربة جديدة لحصولها على شهادة وخبرة لإدارة نشاطها الفلاحي في أحسن الظروف ، فجهلها للكتابة أو القراءة لم يكن مانعا بل كان محفزا فهي كانت أثناء شرح الأستاذة للدرس تسجل في ذاكرتها القوية وعندما تعود إلى المنزل تقوم خالتي عائشة بسرد الدرس لحفيدتها وهذه الأخيرة تقوم بتدوين والكتابة في الكراس وعند أي امتحان تقوم خالتي عائشة بالإجابة شفاهيا ، فحبها للدراسة وقابليتها للتعلم مكنها من الحصول على أعلى معدل في الدفعة ب 15.15 بتقدير جيد في تخصص عامل في الزراعة ، لتكرم على يد السلطات الولائية نظيرا لمجهوداتها وإسرارها على الدراسة ، فهي تستحق وبجدارة أن تكون سيدة مجتمع جديرة بالتقدير.