المتهم بريء..فمن الناهب؟

تحولت محاكمة المتهمين في قضية الخليفة إلى ما يشبه الأفلام البوليسية ، ذلك لان كل المتهمين بداية من المتهم الرئيس عبد المؤمن خليفة، مرورا بالموثق عمر رحال وصولا إلى مدير بنك التنمية المحلية بسطاوالي، أنكروا كل التهم المنسوبة اليهم، بل انقلبوا حتى على أقوالهم أمام قاضي التحقيق.. فهل هم أبرياء حقاء كما يدعون؟ وإذا كانوا كذلك: من نهب الأموال العمومية وغير العمومية التي كانت في بنك الخليفة؟البساطة التي تسير بها محاكمة الخليفة، وما يتخللها من حالة مرح بين الفينة والأخرى، لا تغفل حقيقة واحدة وهي أن القاضي الدير للجلسة لديه من الذكاء ما جعله يعتمد البساطة كمفتاح لحل الغاز قضية معقدة، إلى درجة تبدو أنها تتجاوز عبد المؤمن خليفة والعاملين معه والمجرورين معه.الكلام الذي قاله عبد المؤمن خليفة وهذا ليس دفاعا عنه ولا تبرأة له يبدو منطقيا، وتساؤله عن الأموال التي تركها في البنك غداة خروجه من الجزائر تحتاج إلى تحقيق أيضا، لكن السؤال المركزي الذي يطل برأسه هنا وبإلحاح: إذا كان الخليفة برئ، فمن تسبب في انهيار المجمع؟ وأين هي الأموال: هل تبخرت أم نهبت؟ اعتقد أن ما يجري في البليدة اليوم من محاكمة قد يتطلب تحقيق جديد ومعمق إذا ما كان الناس يبحثون عن الحقيقة كل الحقيقة.