شـكّل موضوع "فــخار يأبى الاندثار.. فخار بيدر تلمسان"، محور اليوم الدراسي الذي احتضنه المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ بالشراكة مع المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ (ملحقة تلمسان)، وجمعية "فخار بيدر"، ونشّطه نخبة من الأساتذة والباحثين الناشطين في هذا المجال؛ سواء من مركز الدراسات الأندلسية، أو جامعة تلمسان قسم الآثار.
وأوضح نــور الــدين بـن عـزة مدير المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان، أن الهدف من تنظيم هذا اليوم الدراسي، هو الحفاظ على هذا الموروث الثقافي، الذي يندرج في إطار الصناعات الحرفية التقليدية، والتي هي، حسبه، شكل من أشكال التعابير الثقافية التقليدية والشعبية المادية؛ باعتبار الصناعات التقليدية من أهم الصناعات والفنون التي تعبّر عن هوية المجتمع، وبها يقاس مدى تقدّمه وازدهاره. كما تمثل نبض حياته، وصناعة الفخار واحدة منها؛ فهي لم تقتصر على حضارة معيّنة دون غيرها؛ فمادة الطين المنتشرة في معظم ربوع المعمورة، سهّلت للإنسان منذ القدم، استغلالها، والعمل عليها، وتطوير صناعة الفخار، لترتقي إلى موروث ثقافي للشعوب والحضارات، تتفرّد كل حضارة بطابع خاص بها، من خلال طرق الصناعة والزخارف المطبقة.
وعرف اليوم الدراسي تقديم عدد من المداخلات، على غرار مداخلة الدكتورة فايزة براهمي "الفخار القديم من خلال المجموعات المحفوظة بالمتحف الوطني للآثار القديمة"، و"واقع الصناعات الفخارية بمنطقة بيدر تلمسان" للدكتور عباس رضوان، إلى جانب مداخلة أخرى للدكتورة نبيلة رزقي، بعنوان "الصناعات الفخارية ما قبل التاريخ".
وبدوره، أدلى رئيس جمعية فخار بيدر الدكتور بومدين بوريش، بدلوه حول "إسهامات الجمعية في حماية فخار بيدر". كما قدّمت الأستاذة شريفة هدراش، مداخلة بعنوان "أهمية الفخار في الدراسات الأثرية وتنوعها المعرفي"، فيما تطرق كل من الأستاذ إبراهيم مجاهدي والأستاذة آمال يوسفي في مداخلتهما، لـ "التحليل التقني والفني لزخارف ورسومات بيدر". أما الأستاذة نوال خشاب من معهد الآثار بجامعة الجزائر 02، فتطرقت في مداخلتها، لـ "الأساليب والتقنيات في صناعة وزخرفة الصنائع الفخارية بمنطقة بيدر".
وشهد اليوم الدراسي، أيضا، تنظيم ورشة بيداغوجية لفائدة تلامذة متوسطة "ابن خلدون" بتلمسان، عن كيفية صناعة الفخار التقليدي، أشرفت عليها الحرفية فاطمة قلقول، وهي ناشطة بالجمعية الثقافية "فخار بيدر". وشكّل التلاميذ خلال هذه الورشة، تحفا فخارية كذكرى. وأُخذ فخار بيدر نموذجا من الناحية العلمية وكذلك الاجتماعية، وكذا إسقاطاته على الجدل الاقتصادي مستقبلا، الذي من شأنه أن يأخذ دوره في تجسيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمنطقة بيدر خاصة، وولاية تلمسان والجزائر والعالمية مستقبلا.
وقد تُوّجت أشغال هذا اليوم الدراسي بمجموعة من التوصيات من الخبراء، التي رُفعت إلى الجهات الوصية، تمحورت حول تثمين فخار بيدر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/03/2024
مضاف من طرف : tlemcen2011
صاحب المقال : ل. عـبد الحليم ل. عـبد الحليم
المصدر : el-massa.com