« المبادرون أردوا القول أنهم يحبون بلدهم آمنة ونظيفة »

@ ما مفهوم التطوع من الناحية الاجتماعية؟
^ بالإضافة إلى التعريف العام للمفهوم، و الذي يقصد به، القيام بعمل ما دون مقابل، أرى أن هذا المفهوم، يصف السلوك الفردي تجاه الجماعة، كآلية تعبّر عن الانتماء، و تعزيز الروابط الاجتماعية. و العمل التطوعي، هو الأصل في التضامن الالى الذي سيتحول إلى تضامن العضوي مع تقسيم العمل و ظهور الجهاز المؤسساتي لمواجهة المجتمع المركب و المعقد. إذن فمفهوم التطوّع من الناحية الاجتماعية، هو الفطرة الاجتماعية في حدّ ذاتها القائمة على تنظيم العلاقات الإنسانية.
@ كيف تصفون المجتمع الجزائري هل هو كريم و متطوع بالطبع؟
^ لا اعتقد أن العمل التطوعي وليد الحراك الاجتماعي الحالي، بل هو من المبادرات التي تظهر دائما و باستمرار في العديد من المناطق الجزائرية، و أشير هنا على سبيل المثال إلى تلك الحملة التي قادها بعض الشباب من مختلف الولايات لتنظيف المقابر و الساحات العمومية ( موجودة على اليوتوب)، و كذلك الأعمال المساندة للمرضى و ذوي الاحتياجات و هذا من الكرم و العمل التطوعي ...
@ إذا كان الأمر كذلك كيف تفسرين تزامن هذه الحملات مع التظاهر ؟
^ هذا العمل لم يتزامن مع الحراك، و إنما شدّ الانتباه أثناء الحراك، خاصة و قد أردوا من خلاله، تجسيد السلمية، و إيصال رسالة اجتماعية ذات محتوى سياسي، و دليلا عمليا بالمعنى المتضمن: ( نحن نحب بلادنا و نحافظ عليها، نظيفة و آمنة..... ما نريده هو تغيير النظام السياسي).
@ كيف نجعل من الجزائريين متطوعين بمناسبة أم غير مناسبة؟
^ بداية لا اعتقد أن العمل التطوعي يحتاج إلى مناسبة، بل هو سلوك ثقافي، و الثقافة اكتساب و انعكاس لطبيعة القيم القائمة داخل المجتمع، و من القيم التي تميّز الشخصية الجزائرية الكرم و التعاون، إلا أن الكثير من القيم تتعرض للتصدّع أو التراجع، و يحدث ذلك عندما يغترب الفرد داخل جماعته، و هو ما يشعر به الكثيرون من أفراد الشعب، و حالة الاغتراب فيها معاناة اجتماعية، فعندما تزول المعاناة يصبح العمل التطوعي بمناسبة و غير مناسبة.
@ هل تتوقعون استمرارية حملات التطوع بعد الحراك ؟
^ الإنسان عندما ينظف بيته، فهو لن يتلقى أجرا، أي أنه يقوم بعمل تطوعي، و لكنه لا يرى الأمر كذلك، لأنه يملك بيته و يشعر بالانتماء إليه عائليا، و ما يطالب به الشارع ( الشعب الجزائري) هو الحق في الملكية و تثبيت الانتماء الوطني إلى الدولة، كركن من أركان قيامها ( الدولة هي السلطة، الشعب و الأرض). حينها لن يحتاج إلى مناسبة لتنظيف الشارع بساحاته و أحيائه و إن كان يفعل ذلك قبل الحراك، كما أشرنا و يصبح التطوع سلوك ثقافي و واجب وطني.