المالوف لم يأتنا من "الأندلس"
يرى المايسترو رشيد قرباص رئيس الجوق الوطني للموسيقى الأندلسية أن المالوف والصنعة والغرناطية إبداع محلي لا يرتبطون تاريخيا بما يعرف بالموسيقى الزريابية، وأكد في حوار مع النصر أن توريث الأجيال مادة منسوخة عن تراث مستورد جريمة وإجهاض لمسعى حماية التراث المحلي، وقال أنه يرفض الطرح الذي يشير أن موسيقى المالوف أندلسية مئة بالمئة. *أكيجد أن هذا الطرح لا يروق شيوخ الموسيقى الأندلسية فهل لديكم أدلة مادية لإقناع الموسيقيين وخاصة محبي النغمة الاندلسية أن روح زرياب غير موجودة في الغربات المستعملة محليا؟
-بالطبع هناك أدلة دامغة، الكثير من الباحثين توصلوا إلى التأكيد بأن النوبات المتداولة في المالوف العاصمي والتلمساني والقسنطيني هي من تطوير موسيقيين جزائريين، لست أنا من قال هذا ولكن نتيجة أهتمامي بالموضوع توصلت إلىهذه القناعة منذ عدة سنوات...
*أستاذ قرباص متى بدأت الإهتمام بالفن، وهي تجربتك اكتسبتها عن طريق الموهبة؟
-بدايتي تراجع إلى الستينات عندما التحقت بالمعهد الوطني للموسيقى، وهناك بدأ ميولي للفن وخصوصا الشعبي العاصمي وبالتحديد العنقاوي الشيخ العنقا لم أكن بعد أعرف الموسيقى الأندلسية توجهي لدراسة الموسيقى في المعهد كان بدافع حبي للموسيقى الغربية والجاز.
*هل حصلت على جائزة في ميدان الفن وأنت طالبا في المعهد؟
-بالطبع فقد توجت دراستي بنيل الجائزة الأولى للعزف على آلة القيتار الكلاسيكي ما شجعني على الموظبة في البحث والدراسة لأصول الموسيقى التي اعتبرها المادة الأساسية في الإنتقال إلى الخطوة التالية وهي العزف، لأن الإكتشاف ضروري لأي دارس لمادة الموسيقى للتعرف
على السولفيج وخبر تقنياته المتعددة لأن النوتة هي روح الايقاع، فإذا تحكمت فيها فتحت أمامك أبواب الموسيقى.
* وكيف تحوّلت من هاو للموسيقى الغربية والجاز الى مختص في الموسيقى الأندلسية ؟
- في نهاية الستينات عندما أتممت دراستي الموسيقية لفت انتباهي المطرب الحاج محمد الطاهر فرقاني، وكنت لا أعرفه.. حيث استمعت لعرض قدمه على أمواج الأثير، فأعجبت به كثيرا خاصة وأنه كان عازفا ماهرا على آلة القيتار ذات ال 12 وترا فقدم وصلة أحسست مع ايقاعاتها بانجذاب نحو هذه الموسيقى، ومن يومها توجهت الى هذا اللون وأصبحت أهتم بالموسيقى الكلاسيكية العاصمية عبر الفنان دحمان بن عاشور، بحكم اقامتي الدائمة بالعاصمة.
* في رأيك كموسيقي هل يجوز تجديد بعض الايقاعات وهي تستمد من بحور الشعر الصوفي والغزلي القديم ؟
- نحن نطالب بالتجديد، وما يتعلمه التلاميذ في المعاهد الموسيقية لا يمت بصلة للتقليد، في نفس الوقت اذا أردنا ضمان المتانة والقوة لتراثنا لابد من الاجتهاد دوما لتطويره وفق افرازات التكنولوجيا الحديثة على غرار ما يفعله الغربيون في تطوير موسيقاهم.
* ألا يؤثر على التراث الموسيقي المحلي ؟
- أبدا،، التراث يبقى في منزلته، ولكن في نفس الوقت لا يمكن أن نغلق على أنفسنا وننسى ما يدور حولنا في العالم.. ان من يقولون ان الموسيقى الأندلسية هي من انجاب عرب الأندلس نرد عليهم بأن هذه الموسيقى محلية من ابداع فنانين جزائريين.. اجتهدوا في بعثها بقالب عروبي.. وما الأفكار الأخرى الا من ترويج المستشرقين الذين أوهموا الناس بأن الموسيقى الأندلسية استوردت من بلاد الأندلس والحقيقة عكس ذلك فهي محلية تم تطويرها بالتقاط بعض الايقاعات والقصائد لا أكثر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/09/2010
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : النصر
المصدر : www.annasronline.com