المؤتمر السادس لقدامى الكشافة يعود لظروف إعدام القائد بوراس

تُوّجت أشغال المؤتمر السادس لقدامى الكشافة الإسلامية الجزائرية أمس بالجزائر العاصمة، بعدة توصيات، جاء في مقدمتها الدعوة إلى تفعيل آليات وأطر التكفل بالطفولة والشبيبة؛ بغية تمكينهم من المشاركة في عملية بناء الوطن.كما دعا المشاركون في هذا المؤتمر الذي تم تحت شعار "وفاء الشباب لمبادئ نوفمبر"، إلى تفعيل العمل الجواري لجمعية قدامى الكشافة الإسلامية الجزائرية، كمنطلق أساسي في سياسة الجمعية واستراتيجيتها على المستوى الوطني.وبعد التنويه بالقفزة "النوعية" لهذه الجمعية على الصعيد الوطني من خلال "الانتشار القاعدي الواسع"، ثمّن المشاركون في هذا المؤتمر "الرعاية التي قدّمها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة"، معتبرين ذلك بمثابة "دليل على حرصه واهتمامه بقضايا الشباب وانشغالاتهم".كما سجّلوا "ارتياحهم" للشراكة التي ميزت أنشطة الجمعية مع الهيئات الرسمية والوصاية، مطالبين بمزيد من الدعم؛ بغية "تفعيل هذه الشراكة وتعميم الأنشطة حتى تكون أكثر فاعلية في المجتمع". وبالمناسبة، أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى والرئيس الشرفي لجمعية قدامى الكشافة الإسلامية الجزائرية الشيخ بوعمران، أن محاكمة مؤسس الكشافة الإسلامية محمد بوراس من قبل القوة الاستعمارية، تمت في ثكنة عسكرية سنة 1941 بصفة "سريعة وجائرة، ودون أدنى دليل يثبت إدانته". وأوضح الدكتور بوعمران أن القوى الفرنسية كانت قد حاكمت القائد بوراس بتاريخ 4 ماي 1941 وأعدمته بتاريخ 21 ماي مباشرة، "دون احترام أدنى حقوق الدفاع"، مضيفا أن فرنسا رفضت تأسيس محامين جزائريين من أجل الدفاع عن الشهيد بوراس، بل عيّنت له محاميا فرنسيا بصفة تلقائية. وحسب الدكتور بوعمران، فإن القائد بوراس حاول سنة 1941 الاتصال بالألمان لطلب المساعدة وشراء الأسلحة، غير أنه تم إيقافه من قبل القوى الاستعمارية، التي قامت بإعدامه مباشرة بعد عودته إلى الجزائر.من جانبه، اعتبر الوزير الأسبق والقائد العام السابق للكشافة الإسلامية الجزائرية لمين بشيشي، أن الشهيد بوراس اتصل بالألمان على أساس أن فرنسا أصبحت محتلة من طرف الألمان، وبالتالي متساوية مع الجزائر، فتوجه إلى باريس عام 1941، والتقى بالقيادة الألمانية التي وجّهته إلى الجزائر؛ حيث توجد اللجنة المشتركة الفرنسية - الألمانية، التي كُلفت آنذاك بإجراءات الهدنة بين الطرفين. غير أنه - كما قال - بعد توجهه إلى هذه اللجنة الموجودة بالجزائر، تم توقيفه وإعدامه بعد محاكمة سريعة من طرف القوة الاستعمارية.