الحديث عما يوصف بأنه جهاد المناكحة، لم يعد سرا ويبدو أن لتونس في هذا المجال حصة الأسد لسببين : الأول أن العشرات من الشباب الذين بلغوا الآلاف قد تم تجنيدهم للجهاد في سوريا كانوا من تونس، والسبب الثاني أن كل واحد من هؤلاء أخذ معه ”زوادة” نسائية كافية وتفيض عن ”حاجته” بعد الفتوى التي أصدرها ”أبو العريف” السعودي ثم أنكرها كعادته، والمشكلة في تونس أصبحت قاب قوسين أو أدنى لترقى إلى مستوى الأزمة السياسية العاصفة وربما قد تؤدي إلى رحيل الغنوشي أو الغنوجي ومن معه كي يلتحق بركب محمد المرسي الذي رست سفينته أخيرا على ميناء فضائحه وفضائح الإخوان الذين تعروا تماما في مصر وفي غير مصر، وفي تونس فإن وزير الداخلية لطفي بن جدو يصرخ ويستغيث ويعلن أمام البرلمان بالحرف الواحد، ”أن فتيات تونسيات قد عدن إلى تونس وهن حوامل” ولم يقف عند حدود هذا الإعلان فأضاف بأن الواحدة منهن ”كان يتناوب عليها ما بين عشرين إلى ثلاثين حتى المئة”، وهذا الكلام منشور ومتلفز وعلى هامش هذه الفضيحة التي لا يدرك كنهها وأبعادها إلا ذوو البصيرة والتفقه في الدين، وهذا ما صرح به المفتي التونسي عثمان بطيخ قبل استقالته أو إقالته حيث وصف هذا العمل بالبغاء على كل المقاييس، ويبدو أن المستفيدين من هذا ”الفيء” الجنسي هم ”مجاهدو” جبهة النصرة الذين يتبعون الفتاوى ”العريفية” خصوصا والوهابية عموما وقال وزير الداخلية أن أكثر من ستة آلاف تونسي قد منعوا من السفر إلى سوريا وأنه تم اعتقال 86 ممن كانوا يديرون شبكات التجنيد من بينهن امرأة في الثامنة عشر من عمرها اعترفت في التحقيق أنها كانت تجند الفتيات القاصرات لهذه المهمة المغرقة في ”الإنسانية والعفة والفضيلة” على دين القاعدة وأخواتها، إلى هنا ونقف قليلا عند هذه الظاهرة وهي ليست بحاجة لا إلى تعليق ولا إلى توثيق فهي حقيقة قد نخجل وفعلا خجلنا عند التطرق إليها ولكنها بعدما عولجت على مستوى البرلمان التونسي وأثارت ضجة في كل الأوساط صار التكتم عليها يشبه المشاركة فيها، وعلى هامش هذا الحديث لابد لنا من التساؤل عن الممول، وهو معروف ودون أن نشير إليه أو نذكر جهته ولكننا نقف عند المآل الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية بعد أن تمكنت الجهات المنحرفة فيها من السيطرة على مصادر الثروة وبدل أن تنفقها فيما يرضي الله أخذت تنفقها وبسخاء فيما يغضب الله ورسوله، وقد ذابت هذه الجهات في أجهزة المخابرات الصهيونية الأمريكية حتى باتت عصب ذيولها... فلا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/09/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : قيصر مصطفى
المصدر : www.al-fadjr.com