.
اللقاء بين وفد الولاية الثالثة وعاجل عجول كان وديا
وعن لقاء عميروش بعجول، ورد في المذكرات: ”كان اللقاء مع عجول وديا، بل أخويا، بذل فيه كل واحد منهما مدخرات كرمه، وأبدى التعاون التام. وصل به الأمر إلى حد قبول التخلي عن قيادة منطقته ومرافقة عميروش إلى النمامشة، والى تونس أيضا. بلغ التوصيات لمحمد بوعزة الذي استخلفه بمساعدة صالح ڤوجيل. ثم مضينا نحو النمامشة”. لكن قادة هذه المنطقة رفضوا، حسب بن معلم، دخول عجول، فنصحه عميروش بالتوجه إلى القيادة ولقاء أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ، بعد أن تبين له (عميروش) مدى عزلة عجول الذي وافق على الاقتراح. غير أن هذا الأخير غير رأيه، حسب بن معلم، واستعاد قيادة منطقته، فاتخذ لاحقا قرار ”القيام ليلا بإعدام الجميع، بمن فيهم عميروش ومرافقيه، ومنهم المسؤولون الأوراسيون. عندها اتخذوا قرار توقيفه من أجل تسليمه إلى لجنة التنسيق والتنفيذ التي ستبت في أمره. ولم يكن واردا أبدا إعدامه.
ويروي بن معلم أن الكمين أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى وجرح عجول، فسلم نفسه غداة ذلك اليوم للجيش الفرنسي. وكتب: ”أمر فظيع في حق مجاهد من الساعات الأولى، حزنا جميعا لذلك، خاصة عميروش الذي كان يكن بحق المودة لهذا الشخص، وكان يرجو حقا حمايته”.
وعلى العكس مما يكون قد قيل أو كُتب، عن جهل أو عن سوء نية، كتب بن معلم أنه ”لم تحصل في أية لحظة من اللحظات كراهية أو خلاف بين عميروش ومسؤولي الأوراس، الذين رافقوه وساعدوه طيلة المهمة التي كلف بها. لم أسمع أبدا أي مسؤول مهما كانت رتبته، يبدي ملاحظة محرجة أو يرفع صوته بحضرة عميروش. كان هذا الأخير، من جهته، ذا سلوك مثالي مع مضيفيه. لقد جرى كل شيء في جو من الأخوة والاحترام المتبادل. كان الجميع مقتنعا بصدقه وبتفانيه للثورة، وكذا بعمق احترامه لتلك المنطقة. لم يكن عميروش أبدا ذا ذهنية جهوية أو متحيزة إلى ولايته. كان يعتبر نفسه في خدمة الثورة في كافة مناطق الوطن التي كان يضعها على قدم المساواة. وليس من قبيل الصدف أن أكد لي أحد مسؤولي الأوراس بأن: ”سي عميروش أوراسي أكثر من الأوراسيين أنفسهم”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/06/2014
مضاف من طرف : allaoua211
صاحب الصورة : مقراني علي
المصدر : خاص