اللغز الجزائري الجدير بالذكر

يقال والعهدة على رجال الاقتصاد والمال الجزائرين ورجال الإعلام المختصين بأننا نمتلك أكثر من 200 مليار دولار مخزنة مدكنة وعندما أقول أننا فإنني أعني الدولة الجزائرية وليس الفقير إلى مغفرة ربه كاتب هذه السطور ويقال أيضا والعهدة على جميع من ذكرنا بأن أحوال دولتنا الاقتصادية والمالية بخير وفي راحة تامة وعافية تحسدنا عليها كل الدول ويقال أن بترولنا يباع في مختلف أصقاع العالم وأن أنابيب غازنا تصب في عدة دول أوروبية ويقال والعهدة على كل وسائل إعلامنا بأن الجزائر تمتلك من الخبرات والأدمغة في شتى التخصصات ما لا عين رأت ولا أذن سمعت وأن لدينا فائضا من المعرفة والتحكم في التكنولوجيات الحديثة مما استدعى ”تهجير” أدمغتنا حتى تستفيد منها الشعوب والأمم الأخرى، ويقال أيضا وهذه المرة العهدة على مسؤولينا في بعض القطاعات الحيوية من أننا أكثر البلدان تماشيا مع التكنولوجيات الحديثة واختراعات العصر وأقدرها على التعامل بها ومعها.... ويقال والعهدة هذه المرة على الواقع المر الذي نحياه أن آلاف الأطنان من التمور واللحوم والمواد الغذائية المختلفة أتلفت بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء وأن ملايين المواطنين حرموا من استخراج أموالهم الحلال من حساباتهم الجارية بسبب أعطاب أصيبت بها ”التكنولوجيا” العظيمة لوزارة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال هذه تسميتها الرسمية والله... نحن الأمة الوحيدة في العالم التي انقطع فيها التيار الكهربائي عن الترامواي لحظة تدشينه والبدء في تشغيله، والدولة الفريدة من نوعها التي تكثر فيها أعطاب الميترو الذي لم تمض على انطلاقته إلا أشهر معدودات... يا جماعة الخير كفاكم كذبا على الشعب المغلوب على أمره استغلوا الأموال التي تضخها لكم الدولة في تحسين خدماتكم وتقوية شبكاتكم وإلا اتركوا أماكنكم لمن هم أقدر منكم وأكفأ...
لقد أصبحت دولتنا الغنية بثرواتها وبرجالها مصدر تنكيت وضحك فحاولوا أن تقوموا أنفسكم وتحسنوا خدماتكم وتحافظوا على مال وكرامة شعبكم الذي أنهكته الهزات المتتالية والأزمات المتعاقبة.. والتزموا بالحكمة الشعبية الجزائرية: ”قوم وإلا طلق”.